رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما انهارت دولة المماليك على يد السلطان العثمانى سليم الأول، التى دخلت قواته مصر عبر سيناء التى شهدت خلال العصر العثمانى فترة من الهدوء، قطعها بعض فترات الجفاف التى تسببت فى تعرض القوافل التجارية للنهب وزادت عمليات القرصنة وتهريب البضائع، لكن راجت حركة التجارة بين مصر والشام، مما كان له أثره على سكان سيناء الذين يقومون بنقل التجارة بين البلدين، حيث كان الطريق البرى هو الطريق المفضل لنقل البضائع لرخص تكلفته من ناحية وسهولته من ناحية أخرى.

عام 1798 كان حداً فاصلاً فى تاريخ مصر الحديث بسبب الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، حيث تركت أثراً واضحاً وأصبحت مصر بؤرة الاهتمام الأوروبى فى المشرق العربى، وما يهمنا هو وضع سيناء خلال السنوات القلائل التى قضتها تلك الحملة فى مصر، لنجدها تشهد معارك بين القوات العثمانية والفرنسية، واعتبرها نابليون مركزاً لأطماعه التوسعية ونقطة انطلاق لفتح الشام، غير أن مشروعه التوسعى الذى كان يهدف من ورائه إسقاط القسطنطينية عاصمة الخلافة العثمانية قد فشل تحت وطأة المقاومة.

خلاصة القول كانت سيناء خلالها مسرحاً لأحداث ذلك الصراع الفرنسى العثمانى فى مصر، حيث تعرضت العريش للتدمير بمدافع القوات الفرنسية، كما قتل الكثير من أهلها نتيجة استبسالهم فى الدفاع عن أرضهم، فكانوا بهذا الاستبسال مثار إعجاب القوات الفرنسية نفسها.

وبدأت مصر مع تولى محمد على الحكم عام 1805 أحداثاً جديدة وكان أهم ما فعله فى سيناء الاهتمام بالأمن والإدارة بها تمهيداً لتسييره جيشاً برياً وآخر بحرياً بقيادة ابنه الأكبر إبراهيم باشا إلى الشام، ونلاحظ أن محمد على قد حرص على توظيف القبائل السيناوية لتحقيق أهدافه مستخدماً سياسة العصا والجزرة، لكن طموحاته كانت سبباً فى إثارة ما سمى بالمسألة الشرقية، وعقدت بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا بمشاركة الدولة العثمانية مؤتمر 1840، تعهدت بمقتضاه الدول الأربع بمساعدة السلطان العثمانى على إخضاع محمد على، الذى منح وأسرته حكومة مصر وراثية وخلال فترات حكم عباس الأول وإسماعيل وسعيد وتوفيق جرى اهتمام بسيناء على نحو ما، لكن كان أهم الأحداث التى أثرت على سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1869، التى كان لإنشائها آثار مهمة على مجتمع سيناء، وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحى المهم إنشاء عدد من المدن على ضفتى القناة.

إن سيناء تمثل منطقة استراتيجية مهمة، فقد دخلها الغزاة لاحتلال مصر، وكانت مسرحاً لمعارك كبرى، ولم تكن عمليات الإصلاح أو التجديد فى شبه جزيرة سيناء إلا لأغراض استراتيجية وعسكرية ما فرض فى العصر الحالى أهمية قصوى كى تزرع سيناء بالبشر وربطها بالوادى عبر طرق وأنفاق لتتأكد حقيقة أن تنمية سيناء جوهر الحفاظ على أمن مصر.

خلاصة القول من الضرورى أن تظل هذه الرؤية الاستراتيجية لسيناء تحكم الفكر والعقل المصرى فى كل العصور والأزمان عملاً بمقولة «أمن سيناء بتنميتها» والتنمية تحتاج أن تزرع الأرض بالبشر قبل الشجر، لأن أمن سيناء، بل أمن مصر القومى يتحقق بمشروعات التوطين والعمران!