رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظلال الود

ذكرنا السفير أسامة نقلى سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة على الصفحة الرسمية للسفارة بالذكرى الرابعة لرحيل عميد الدبلوماسية العالمية الراحل سعود الفيصل، وتحدث بوفاء شديد بوصفه أحد تلاميذه النجباء، وأحد من عمل معه عن قرب لسنوات طويلة.

ولأننى واحد ممن تابعوا عن قرب وتعرفوا على الفذ والمتفرد عالمياً سعود الفيصل، وبصفتى محرراً للشئون العربية لسنوات طوال، ومحرراً متابعاً لاجتماعات منظمة التعاون الإسلامى على مدى عشر سنوات، ومن خلال رصدى لنشاط ومبادرات وجهود وإعجابي بسعود الفيصل فى مواجهة المشكلات والقضايات المستعصية عربياً وإسلامياً ودولياً، وحرصه الدائم على إظهار العالمين العربي والإسلامى فى أفضل المواقف.

تابعته من خلال ترأسه لوفد بلاده فى مؤتمرات وزراء الخارجية العرب والإسلامية، ولم يتغيب عن أى اجتماع حتى فى حالاته الصحية الحرجة كان يحضر متكئاً، ومن خلال ترأسه بعض مؤتمرات القمم العربية والإسلامية، صاحب شخصية كارزمية قوية جداً، وصاحب فكر صائب ينتقى كلماته بدقة وعناية، وكثيراً ما تحمل كلمات قاسية من بعض الوزراء العرب، وكم كنت أرى وجهه فى قاعات الاجتماعات وهو يعبر عن صدمته فيمن يتحدث به من كان يعتبرهم أمناء وأوفياء للعروبة والإسلام.. حدث ذلك خلال ترأسة لوفد المملكة فى اجتماعات القاهرة بعد الغزو العراقي لصدام عندما امتنعت بعض الدول عن إدانة الغزو مما اخر اتخاذ القرار بالإجماع، وتطاول عليه البعض وتبجح عليه البعض الآخر فى مؤتمرات اخرى.

سعود الفيصل كان فريداً فى مداخلاته، فريداً فى أخلاقه، مهذب إلى أقصى درجة، أذكر فى مؤتمر القمة الإسلامى الذى انعقد فى العاصمة السنغالية داكار، وفى الجلسة الختامية، تلقي رئيس الجلسة الرئيس عبدالله واد (رئيس النسغال وقتها) عدداً من طلبات الأعضاء للتحدث، أعلن عنهم، لكنه بدأ بإعطاء الكلمة للوزير سعود الفيصل، فما كان منه أن أمسك مكبر الصوت قائلاً: شكراً فخامة الرئيس ولكننى أعطى الكلمة أولا لفخامة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ثم أتحدث بعده.. هذه نماذج من أخلاقيات سعود الفيصل.

سعود الفيصل هو الوزير العربي الوحيد الذى لم يجرؤ مسئول غربي وخاصة الامريكان الأكثر بجاحة أن يقدموا له طلباتهم مكتوبة وكأنها أوامر.

سعود الفيصل أول وزير عربي يصل القاهرة عقب أحداث 25 يناير 2011م، ليقول لمبارك شبيك لبيك من أجل استقرار ومكانة مصر.

سعود الفيصل طلب السفير أحمد قطان سفير المملكة بالقاهرة للسفر إلى باريس بعد أحداث 30 يونيه وإزاحة جماعة الإخوان، ليلحق به فى باريس ليشاركه فى صياغة بيان يعلن فيه للعالم ومن فرنسا صحة الموقف المصرى وتأييد المملكة له فى وقت كانت أوربا كلها مترددة فى موقفها مما يجرى فى مصر.

رحم الله سعود الفيصل رحمة واسعة.

: [email protected]