عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأي الوفد

لا شك أن رصداً موضوعياً لحركة الدولة المصرية، يشير بوضوح إلي تفوق المسار الخارجي علي نظيره المتعلق بالشأن الداخلي وما به من عثرات كثيراً ما تقطع الطريق علي مبادئ وأهداف الثورة المصرية، وما يمكن أن يُجسد الطموحات الشعبية المتصاعدة باتجاه حياة كريمة حرة.

في هذا السياق لا تبدو الخطوة الخارجية «عفية» علي إطلاقها؛ إذ لا ينبغي أن تُختزل السياسة الخارجية في زيارات رئاسية تصب في رصيد دعم وتعزيز الاعتراف الدولي بثورة الثلاثين من يونيو؛ فقد تجاوزت الدولة المصرية تلك الحدود الضيقة، وما عادت تستوعب مختلف طموحات الشعب المصري الساعي إلي مكانته المستحقة بين الأسرة الإقليمية والدولية.

من جهة أخرى، فإنّ تقصيراً ينال من تقديرنا لو أخرجنا السياسة الخارجية من مفهومها الدال علي كونها وثيقة الصلة بمجريات الأمور في الداخل، وما يموج به من فعاليات قد لا تبدو في نظر البعض علي الامتداد الصحيح للأمن القومي المصري في أبعاده الإقليمية والدولية.

ولعل في ذلك تفسيراً لتناول الرئيس السيسي لكثير من مفردات العمل الوطني الداخلي أثناء زياراته الخارجية، أو لقاءاته مع ضيوفه في الداخل، ما يؤكد مدى استيعاب الرئيس لأهمية انخراط مصر الحديثة في المنظومة القيمية العالمية.

من هنا نلحظ تكرار الرئيس الحديث عن صدق الإرادة الوطنية في إنجاز الخطوة الثالثة والأخيرة من خارطة المستقبل، والخاصة بإنتاج برلمان، جديد في جوهره، إذ يعبر بأمانة عن مضمون وقيم الثورة المصرية، بشقيها في يناير ويونيو علي التوالي.

ويثير الشكوك حول جدية انتماء البعض إلي الثورة المصرية، أن تتصاعد من جانبهم، وفي مواجهة تلك المحاولات الرئاسية، دعاوى ما زالت حبيسة قناعات بالية؛ إذ تري وتدعي أن البرلمان الجديد شأن مصري خالص، لا سبيل إلي إدراجه علي أجندة المفاوضات التي تجريها الدولة المصرية مع بقية أفراد الأسرة الدولية! 

وفوق ما يشير إليه ذلك من جهل بطبيعة العلاقات الدولية المعاصرة، فإن قناعات علي هذا النحو لا يمكن أن تكون داعمة للرئيس «السيسي» علي ما تزعم، ولا هي علي وعي حقيقي بما أفرزته الثورة المصرية من قيم سياسية باتت تشكل ما يُعرف «بالقوة السياسية»، والأخيرة إضافة جديدة ومهمة لمقومات القوة الشاملة للدولة المصرية، يمكن إسناد الفضل الأكبر فيها إلي الثورة المصرية، وما حملته من مبادئ وأهداف تخضع لصحيح منظومة القيم العالمية.

لتكن السياسة الخارجية عصية علي مساومات ومزايدات باتت سريعة الانتشار علي الساحة الداخلية في المرحلة الدقيقة الراهنة، فليس التاريخ يذكر أن دولة نهضت ثورتها بتنمية شاملة ومستدامة، كما ننشد، بينما القيم العالمية في خصومة مع كثير من مفردات خطابها المجتمعي.