رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بين السطور

امتلأت منذ عدة أيام صفحات التواصل الاجتماعى وما زالت بعبارات وبوستات الضجر من حرارة الجو وصلت لحد السخط وعجت بالتريقة من البعض على الجو وصلت لحد النكات من أمطار عصافير مشوية وجهنم والكفار وخلافه، فمن كام سنة فاتوا ورا، لسه ماهمش بعيد على رأى الست أم كلثوم كانت معظم البيوت لا يوجد بها تكييفات ولا ثلاجات ولا رفاهية قاتلة مثل الآن، ولا كانت حالة معظم البيوت بهذا المنظر المرفه لدرجة المسخ، خاصة بيوت الريف لم يدخلها هذا الترف القاتل، نعم القاتل، وأعى ما أكتبه تماماً إلا قريباً،

 لأن هذه الرفاهية أدت إلى تدهور الجو والمناخ والصحة والعمل وأفسدت أشياء كثيرة فى الحياة من شدة الإفراط فى استخدام الرفاهية، فلكل بيئة طبيعتها، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل بالحياة الريفية، سواء قبلى أو بحرى، وأدت إلى أن باع المزارع أرضه وقام بشراء ميكروباص وعمل عليه سائقاً، فقد تبدل حال البيوت تحت مسمى المدنية للأسوأ، بمعنى أنك أصبحت ترى بيوت الريف تغير منظرها لتصبح القرية مثل المدينة، أزيلت البيوت الطينية الصحية الجميلة التى كانت طابقين أو 3 بالكاد ليحل مكانها أبراج وغابات أسمنتية رغم أن مساحات الحوارى هى ذاتها بضيقها المعهود، فتخيل المنظر، فمن أين يأتى الهواء، البلكونة تطل على البلكونة التى أمامها، ناهيك عن جرح الخصوصيات، وأصبحت أسطح المنازل مملوءة بالأطباق اللاقطة لزوم التفرنج والاطلاع على العالم الخارجى، ومع هذا اضطروا لدخول التكييفات التى أصبحت تعج بها وجهات المنازل، وكل ذلك يسهم فى تلوث كل شىء، وتغيير كل شىء للأسوأ، ليتأثرالمناخ أيضاً، كما تحولت البيوت إلى أفران بسبب الألوميتال والزجاج الفيميه.

والبلكونة التى أغلقوها بالزجاج الجالب لأشعة الشمس كانت تملأ البيوت هواء.. أو الشباك ليتحرك الهواء.. بعد طمس هوية البيت المصرى القديم عندما كان الشيش هو أساس حياتنا.

كما تحولت معظم البيوت سواء فى الريف أو القاهرة الكبرى إلى مصانع بير السلم ومعظمها صناعات بلاستيكية أو نايلون وشربات تخرج منها انبعاثات وروائح كريهة تمرض وتزكم الأنوف بعيداً عن الضرائب والحجوزات ليغتنى أصحابها على حساب المواطنين ودون رقيب أو حسيب، خاصة القليوبية التى تحولت معظم بيوتها إلى ذلك كله، ومع دخول كل صيف نجد الناس تطلق صيحاتها «إحنا مفرهدين»، ويغالون فى ذلك وكأن لسان حالهم يقول لعل وعسى يصدر المسئولون قراراً بإيقاف العمل, لا أدرى ما السبب وراء التهويل والتضخيم فيما يتعلق بموجة الحر التى تجتاح البلاد الآن.. إن درجات حرارتها العالية ليست شيئاً جديداً علينا ونحن فى مواسم التقلبات الجوية.

فهل هذا الإحساس المفرط لأننا انتقلنا فجأة من برد الشتاء القارس الذى ظل لآخر لحظة لم يفارقنا بالأمس القريب؟ أم أنها زحزحة مناخية، أم يحدث هذا نتيجة استحداثات طرأت على النشرة الجوية والتى أصبحت غالباً ما تبدأ بتحذيرات رجال الأرصاد، ويرددونها فى كل مناسبة بصفة شبه دائمة سواء شتاء أم صيفاً، ويصورون الأمر بصورة كارثية مما يجعل من يستمع إليها أو يشاهدها تظلم لديه الرؤية من مجهول سوف يلاقية أثناء خروجه ما بين ضربة شمس سوف تضرب رأسه صيفاً أو صقيع يضرب فى عظامه شتاء، وغالباً ما تجده عند خروجك من المنزل.