رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

على ضفاف النيل العظيم، رمز الحضارة المصرية، وباعثها الرئيسى اجتمع المحبون من كل صوب وحدب، مع الدكتور نادر رياض رئيس مجلس الأعمال المصرى الألمانى والمُفكر وأحد رواد الصناعة المصرية فى ليلة مصرية خالصة، امتزجت فيها روحانيات الشهر المبارك مع الروح الوطنية التى ترتبط بهذا الشهر، خاصة يوم العاشر من رمضان عام 1973 وهو ذكرى يوم غال وعزيز على قلب كل مصرى وعربى.. ذكرى تحرير الأرض واستعادة الكرامة.

وقف الدكتور نادر رياض بين الجميع متأملاً ذكرى هذا النصر العظيم، والنداء الشهير الذى كان بمثابة «أيقونة النصر».. الله أكبر.. النداء الذى توحد حوله المصريون، وكأنه طلب العون والمساندة من الله.. الله أكبر فوق كل معتدٍ.. الله أكبر فوق كل ظالم ومغتصب.. امتزجت فى هذا النداء الروح الوطنية مع العاطفة الدينية الجياشة وخرجت ملحمة النصر العظيم التى تحدث عنها الدكتور نادر رياض حديث العاشق لهذا البلد الأمين.. أرضه وأهله وناسه وترابه..

وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فالدكتور نادر رياض هو أحد كبار المحبين للرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات.. رجل الحرب والسلام وصاحب قرار العبور الاستراتيجى.. حيث يحرص على أن يحتفى بذكرى الزعيم الراحل بطريقة تنم عن وفاء حقيقى منه للرجل الذى سبق عصره بـ 100 عام على الأقل بشهادة حتى من اختلفوا معه فى خطواته غير المسبوقة.

ولأننا فى شهر رمضان فكان من الطبيعى أن يبدأ الدكتور نادر رياض حديثه بالنصر العظيم وما مثله من إعادة بناء للأمة، ومنه انطلق حديثه إلى ملامح الحضارة المصرية منذ عصر الفراعنة، حيث أوضح أن هناك فارقاً كبيراً بين المجتمعات الرعوية وتلك التى تقوم على الزراعة، مشيراً إلى أن نهر النيل منح مصر مقومات الدولة المستقرة ذات الحضارة.. بل إنه عندما قام الملك مينا بتوحيد القطرين الشمالى والجنوب لم يحدث أن استولى أحدهما على الآخر، بل تم الدمج بطريقة تكاملية جعلت منهما دولة قوية موحدة.

وقال الدكتور نادر رياض: إن مصر ليست دولة تاريخية.. بل هى دولة سبقت التاريخ فى وجودها.

وكشف عن أن الجانب الألمانى مبهور بالحضارة المصرية القديمة، حيث قام بإعداد فيلم وثائقى عن انتصار مصر بقيادة أحمس على الهكسوس بعد أن قُتل أبوه وأخوه الأكبر، وقامت أمه بإعداده إعداداً جيداً لهذه المهمة الكبيرة.. وأشار إلى حقائق جديدة أظهرتها الأبحاث حول كيفية انتصار المصريين على الهكسوس، حيث لم تكن العربة الحربية هى السبب الرئيسى وراء هذا الانتصار كما هو الاعتقاد الشائع تاريخياً، بل اعتمد الأمر على خطة محكمة تم فيها إعادة نشر وترتيب جنود الجيش المصرى، حيث يرفع الجندى الدرع ويركض على ركبتيه لمواجهة السهام الموجهة له من العدو فتطير إلى أعلى دون أن تصيبه، ثم يتم زرع «الحراب» (جمع حربة) فى الأرض بطريقة معينة لمواجهة تقدم القوات المعادية، كما تعتمد الخطة على أن يقوم كل جندى بضرب أربعين سهماً موجهة فى اتجاهين بزاوية معينة.. وقد أثبتت الأبحاث أن السهام التى استخدمها جنود أحمس كانت تعادل فى قوتها المدافع التى استخدمها «هتلر».. ياااه.. إلى هذا الحد كان المصريون الأوائل متقدمين فى علومهم وفنونهم العسكرية..

وخلص الدكتور نادر رياض إلى أن هناك فجوة تفصل بيننا وبين ما حققه المصريون القدماء من تقدم لا أحد يعلم حتى الآن كيف وصلوا إليه فى هذا الزمن السحيق.

وأكد أن العمل الجاد وحده هو الكفيل بأن يمنح مصر مكانتها المستحقة بين العالمين.. وأن ما يتحقق الآن على أرض مصر هو نهضة غير مسبوقة سيجنى المصريون ثمارها من خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة التى تعد بيئة جاذبة للاستثمار.

كانت ليلة مصرية جميلة فى كل تفاصيلها.. وشكرا للدكتور نادر رياض الذى نجح فى أن يجمع بين من باعدت بينهم ظروف العمل والحياة.

[email protected]