رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

اسرائيل تتصدر القائمة العالمية لجودة البحث العلمى وتحتل المرتبة الأولى فى حين احتلت مصر المرتبة رقم 129 من بين 148 دولة شملهم التقييم.. وفى نفس التوقيت تقريبا أعلن معهد استوكهولم للدراسات الاستراتيجية أن الدول العربية أنفقت على التسلح خلال السنوات العشر الأخيرة تريليون دولار، وأن نفقات التسلح وصلت فى دول عربية الى 27% من الدخل الوطنى للدولة، فى حين ظلت ميزانية البحث العلمى فى هذه الدول أقل من 1% من الدخل الوطني.. اسرائيل التى احتلت المرتبة الأولى فى جودة البحث العلمى عالميا لم تبلغ تلك المرتبة إلا بعد أن رصدت أكثر من3.5% من دخلها القومى للبحث العلمى الحقيقي.

وحسب تقرير لليونسكو إذا قارنا نسبة المخصص للبحث العلمى من الناتج القومى الخام فى بعض الدول العربية سنجدها 1.02% فى تونس، ثم 0.64% فى المغرب، و0.34% فى الأردن، وفى نهاية القائمة الكويت (0.09%)، السعودية (0.05%)، والبحرين (0.04%)، ويفيد تقرير العلوم لليونسكو فى أكتوبر 2015، أن نسبة الإنفاق المحلى الإجمالى للدول العربية كلها على البحث والتطوير بالنسبة إلى الناتج المحلى الإجمالى لا تزال واهية جداً. فعام 2013 لم تتجاوز هذه النسبة ما مجموعه 15 مليار دولار من أصل إنفاق عالمى بلغ 1477 مليار دولار أى أقل من 1% من الانفاق العالمي..

حين نتأمل الأرقام والتوجهات وأطر الأفكار بين العرب والعالم ستصدمنا حقائق مؤلمة مستمرة منذ أكثر من نصف قرن..التسابق على التسلح فى العشرين سنة الأخيرة استنزف من الثروات والموارد العربية أكثر من تريليون دولار.. هذا التسلح الهستيرى لم يحسم للعرب معركة وجودية ولم يضخ فى شرايين عروبتهم وأفكارهم دماء جديدة تجعلهم على درجة عالية من الوعى بالمستقبل وتنمية قوتهم لمواجهة أعداء بالطبيعة بدلا من استعداء أصدقاء بالضرورة.. الأنظمة العربية غنية وفقيرة ومن مطلع السبعينيات من القرن الماضى تسابقت على أسلمة الحياة بانفاق المليارات من الدولارات تحت راية الصحوة الاسلامية الجديدة فى بناء ملايين المساجد بالداخل والخارج للدرجة التى جعلت مراكز بحوث غربية تصف حركة بناء المساجد فى المدن الغربية فى ثمانينات القرن الماضى بظاهرة « أسلمة أوروبا ».. مابين الانفاق بهوس على التسلح، وببذخ على أسلمة الحياة كان حتميا أن يموت البحث العلمى وتتراجع أهميته لذيل الأولويات لأن العقلية السائدة عقلية دوجماتية وتغييبية.. النتيجة الطبيعية للحالة الراهنة للبحث العلمى أن يعصف الفساد بهذه المؤسسة عالية الأهمية، ويتحول البحث العلمى كمفهوم الى سبوبة واسترزاق رخيص باسم العلم حين تصبح غاية معظم الباحثين فى الجامعات ومراكز البحوث من وراء بحوثهم الحصول على ترقيات بغض النظر عن انعدام القيمة العلمية لما قدموه.

فى حالة الاضطراب الاقليمى والدولى وزحف اليمين المتطرف على قمم السلطة فى أماكن كثيرة ودول مؤثرة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تبنت بعض الأنظمة العربية سياسات متشددة حول ما يسمى بالحرب على الارهاب، ولأن الارهاب يتخفى وراء شعارات ودعاوى دينية فقد وجدت نفسها مدفوعة لمواجهة أفكاره بالنار حينا، وحين آخر باستنساخ فتاوى موجهه للخارج قبل الداخل وهى أشبه بشهادة ابراء ذمة وعملية غسيل أفعال غير نظيفة بأثر رجعى.. وعندما تعبأ فتاوى التطرف بالبارود وفتاوى التعصرن بالخروج على المنبوذ والمحمود فالبقاء لله فى العقل والعلم.