رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

لماذا لم يتزوج الكاتب الكبير عباس محمود العقاد؟  كيف سرقت القراءة والكتابة أحلى سنوات كاتب الوفد  الجبار، هل قصة «سارة» حقيقية أم خيالية؟ كم مكتبة أسسها العقاد فى بيته، وما أكثر منزل عاش فيه أطول سنوات العمر؟ وما هى الاضافة الحقيقية التى قدمها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين للأدب العربى؟ وهل الابداع يورث أم أنه موهبة تقتصر على صاحبها فقط؟ كل  تلك التساؤلات  أماط عنها اللثام، وأجاب كاتبنا الكبير عباس العقاد فى حوار للتليفزيون المصرى فى أوائل ستينيات القرن الماضى، وهو يدخل ضمن تسجيلات نادرة ساهمت فى نشر الثقافة المصرية فى محيطها العربى والإقليمى ضمن قوة مصر الناعمة، ونتمنى إعادة بثها على قنوات التليفزيون المصرى ومجدداً من أجل إفادة الأجيال بتجارب رواد الفكر والأدب والاستفادة منها.

ولد الكاتب الكبير عباس محمود العقاد فى أسوان فى العام 1889م كما  جاء فى ذلك التسجيل النادر، وفى نفس العام ولد المهاتما غاندى قائد الثورة الهندية كما ولد الفوهرر هتلر زعيم ألمانيا النازية الذى أشعل الحرب العالمية الثانية فى العام 1939م أيضاً ولد فى نفس العام ملك الكوميديا فى العالم الحديث الفنان شارلى شابلن الذى قدم مجموعة من أفلام الكوميديا الصامتة الشهيرة مثل «السيرك» والطفل.

ولقد كشف العقاد فى ذلك الحوار أنه كان دائم السفر والترحال من أسوان الى قنا والزقازيق، ثم القاهرة وبقية المحافظات، وكان لديه نشاط سياسى ضد الإنجليز والقصر أدى الى وضعه تحت المراقبة قرابة الخمس سنوات، وبالتالى لم يكن مطمئناً الى غده  وأين سيكون ولم يشأ الزواج حتى لا يقاسي أهله الأمرين كما شاهد وعاش بنفسه، كما أوضح العقاد فى الحوار أن سارة قصة حقيقية فى الأصل، لكن الرواية خيالية تماما، ولم يكشف بصراحة أنه صاحب القصة الحقيقية، وإن كانت كل الدلائل تشير الى ذلك، وكذلك ذكر العقاد فى ذلك التسجيل النادر أن اشتغال الأديب بالسياسة والعمل السياسى فرض عين على كل أديب فى حالته فقط، الأولى حين يكون وطنه تحت الاحتلال، والثانية عند الدعوة الى النهضة لكى يشارك الأديب فى ملحمتها ولا يبقى متفرجاً فقط.

وحول العلاقة بين العقاد ومحمد عبده، قال العقاد إن العلاقة بينهما مثل الأصل والفرع، حيث شاهد محمد عبده لأول مرة فى المدرسة الابتدائية بأسوان فى أوائل القرن الماضى وتنبأ عبده بنبوغه المبكر، وذكر ذلك صراحة لمدير المدرسة، وكشف العقاد أنه لم يشأ إكمال دراسته العليا، لأن ذلك كان تحصيل حاصل، حيث كان الحصول على  الابتدائية يتيح له دخوله كلية الزراعة، ولما سأل عن راتبه اذا عمل بالشهادة الابتدائية عرف أنه بلغ 4 جنيهات وبعد الحصول على بكالوريوس الزراعة يبلغ «7» جنيهات وأن سنوات الدراسة بالكلية  تضيف 3 جنيهات فقط الى راتبه هى نفس الزيادة التى يحصل عليها بدون الكلية لذا لم يكمل دراسته، كما ذكر العقاد ان طه حسين أقام جسرا للتواصل بين الحضارتين العربية القديمة واليونانية، وأنه لم يحقق  نفس التواصل بين الأدب المصرى الحديث والحضارة الأوروبية الحديثة.

وأخيراً كشف العقاد أن الابداع موهبة لا تورث أبداً إلا فى الحالات النادرة، وأنه أسس «4» مكتبات فى حياته بمنزله وأن منزله بمصر الجديدة أكثر منزل عاش به حيث استمر معه اكثر من «26» عاماً.

الكرة الآن فى ملعب التليفزيون المصرى لإعادة البرامج الثقافية القيّمة على قنوات التليفزيون المصرى الرئيسية وليس القنوات الثقافية فقط.