رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كانت الهجرة الأولى مع جعفر بن أبى طالب صوب بلاد الحبشة، والتقى مع ملكها وأسمعه ما كان من أمرهم إبان الجاهلية، ثم أتبعه بما جاء به نبى البشرية، وكان لقاء تاريخيًا مشهودًا فيه شرح آيات بينات من عظمة الإسلام، عن صدق العقيدة، عن الشورى، عن الحرية، غن قيمة الإنسان الذى كرمه الله «ولقد كرمنا بنى آدم»ـ أولى خطوات حقوق الإنسان- ثم إذ وحد الإسلام الدنيا قاطبة «وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين: بشيرًا ونذيرًا»... ثم توجهت المسيرة الإسلامية فى عظيم خطواتها بتلك المسيرة التي كانت نورًا يضىء ظلمات الكون وتدعيمًا لنشر تعاليم الدين الحنيف ونتابع خطواته كالآتى:ـ

ويهمنا أن نقف مع أول رحلة للهجرة فى سبيل نشر الإسلام، وتجلت تلك الصورة فيما قاله جعفر بن أبى طالب للنجاشى حاكم الحبشة، الذى استقبله استقبالًا حافلًا وأضفى عليه الحماية، وفى حضرته قال جعفر:

«كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام، ونسىء إلي الجار، ويأكل القوى منا الضعيف».

ثم هو يتكلم عن مجىء الإسلام ودعوته:

«فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده نخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدقناه وآمنا به.

وكل ما قيل على لسان جعفر هو مبدأ من المبادئ الإسلامية التى تزكيه ليكون دينًا عالميًا، حيث الصفات الحميدة، والأخلاق الفاضلة والوفاء بالعهد، «إن العهد كان مسئولًا».

ماذا قال علماء الغرب عن هذا الدين فى صورته العالمية؟

يقول فتزجرالد: «ليس الإسلام دينًا فحسب، ولكنه نظام سياسى أيضًا، وعلى الرغم من انه قد ظهر فى العهد الأخير بعض أفراد من المسلمين يحاولون أن يفصلوا بين الناحيتين، فإن صرح التفكير الإسلامى كله قد بُنى على أساس أن الجانبين متلازمان لا يمكن أن يفصل أحدهما عن الآخر».

ويقول العالم الإيطالى نوليندوه: «لقد أسس محمد فى وقت واحد دينًا ودولة، وكانت حدودها متطابقة طول حياته».

ونفس المعنى أكده شاخت:

إن الاسلام يعنى أكثر من دين، انه يمثل نظريات سياسية وقانونية، انه نظام كامل من الثقافة يشمل الدين والدولة معًا.

ويؤكد ستروتمان: الإسلام ظاهرة دينية وسياسية، إذ إن مؤسسه كان نبيًا، وكان حاكمًا مثاليًا خبيرًا بأساليب الحكم.

وينتهى المستشرق «جيب» إلى نفس النتيجة بعد عرضه المستفيض لكافة الأوضاع فى الجزيرة العربية وميلاد الإسلام:

«... عندئذ صار واضحًا أن الإسلام لم يكن مجرد عقائد دينية فردية، وإنما استوجب إقامة مجتمع مستقل له أسلوبه المعين فى الحكم، له قوانينه وأنظمته الخاصة به».