كلمة عدل
الأراضى الزراعية القديمة فى الوادى والدلتا تواجه خطرًا فادحًا، حيث فاقت جرائم التعدى على الأراضى الزراعية حدود التصور، فباتت تجرى على قدم وساق وتحت سمع وبصر الجهات المخولة بحماية ما كان يعرف سابقًا بـ«الحزام الأخضر» والذى كان بمثابة «رئة» الشعب، وقلعة الغلال والثمار فى مصر، وبدلًا من تنميتها واستثمارها تعرضت للعبث على أيدى من لا يسعى سوى لمصلحته الشخصية، تاركين الشعب المصرى الخاسر الأكبر، تلك الحقيقة التى تؤكدها كل القرى فى الريف المصري، بعد أن أصبحت غابات متحركة من الأسمنت تزحف بضراوة على مساحات الأمل ومع صباح كل يوم تدق الأعمدة الخرسانية فى قلب مصر لتنحسر المساحات الخضراء أمام الزحف الأسمنتى القادم.
كما أن الأراضى الزراعية تفقد حاليًا مساحات واسعة بسبب التعدى بالبناء عليها، ويجب وضع استراتيجية زراعية جديدة تضع المزارع المصرى فى قمة أولوياتها وتحقق نقلة نوعية فى حياته الاقتصادية.
ان الأراضى الزراعية هى ملك الأجيال القادمة وهى ثروة مصر وليست ثروة تابعة للأفراد والحفاظ عليها وحمايتها من التعديات ضرورة قومية. كما أن نسبة التعديات على الأراضى الزراعية ازدادت بشكل مخيف.
وهنا وجب ضرورة تطبيق عدم التهاون فى التعدى على الأراضى الزراعية خلال الفترة القادمة، كما أن الإصلاح الزراعى يقدم تسهيلات الآن فى البناء فى المتخللات الزراعية والتى تم تصويرها من المجال الجوي، حرصًا منه على تحقيق راحة الفلاح المصرى ولكن دون الإضرار بالأرض الزراعية، وسيتم التعامل مع التعديات على أنها تعدٍ على أملاك الدولة وليس تعديًا على الأراضى الزراعية.
كما ان التعدى على الأراضى الزراعية يقصد به نقصان المساحات المنتجة للغذاء دوريًا بدلًا من زيادتها لملاحقة معدلات الزيادة السكانية ولحفظ حقوق الأجيال الحالية والقادمة فى الحصول على الغذاء بأسعار غير مرهقة تحقيقًا لأهم مبادئ الإنسان وهو مبدأ الحق فى الطعام دون مشقة أو أن يكون الفقر سببًا فى عدم إمكانية الحصول على الغذاء وبالتالى موت البشر، لذا كان البناء على الأراضى الزراعية يستقطع جزءًا من مورد لا ينضب لإنتاج الغذاء وبالتالى يقلص الإنتاجية الزراعية.
ويجب أن تضع وزارة الزراعة شروطًا صارمة عند طرح أراضى الاستصلاح الزراعى، بحيث لا يتم تحويلها إلى أراضى مبانٍ وتتقلص الرقعة الزراعية، كما يجب أن تتجه الدولة للأراضى الصحراوية للبناء عليها وليس زيادة نسبة بناء على أراضى الاستصلاح الزراعى.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد