رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

قديمًا كان الصعيد منفيًا لمن أرادوا أن يبعدوه عن العاصمة تأديبًا له لأنه أساء الأدب مع رؤسائه، وكان هذا يأتي حزينا خائفا وسرعان ما يذهب عنه الخوف إذ يجد كرم الصعايدة وحق الضيف فيتكبّر وينسى سبب مجيئه ويفضل البقاء بالصعيد، وجاءت يوليو 1952 لتقضى على هذا المفهوم الخطأ، ويبدو أنها لم تقض عليه نهائيا لأن السيدة الفضلى وزيرة الصحة أقالت السيد د.الحاج رمضان الطبيب ومدير مديرية الصحة بدمياط لمخالفات جسيمة ذكرتها نائبة دمياط إيفيلين متى عدًّا وتفصيلًا في طلب إحاطة توجه للسيد رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الصحة وذكرت أن هذه المخالفات حصرها تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات وإهداره الملايين من أموال الشعب، ونُشرت هذه المخالفات في الصحف، وكان لصحيفة الوفد فضل السبق في إدارة هذه الحملة ضد مخالفاته ،وبعد أن أقالته الوزيرة وهدأت الأمور ظنا أنَّ الأمور بمصر «كل شيء فيك يُنسى بعد حين» عينته الوزيرة الفضلى نفسها مدير مديرية الصحة بقنا خلفا لأكفأ من تبوأ هذا المنصب الطبيب د. أيمن خضاري الذى جعل مستشفى قنا العام نفخر بها ونذهب إليها مرضى وعائدين ونحن مطمئنون للخدمة المقدمة بدقة وانتظام ونظافة افتقدناها سنوات طويلة ودوره في نجاح حملة 100 مليون صحة لا يخفى على أحد، وكيف تأتي بالحاج رمضان من دمياط لقنا والمسافة طويلة ولم يمض على إقالته هناك سوى ثلاثة شهور فإن كان الرجل بريئا مما نُسب إليه فالأولى أن تصدر السيدة الوزيرة الفضلى بيانا بتبرئته وإعادته إلى مكان عمله لاستكمال مسيرته بدمياط وأهل دمياط أولى بعبقريته وإن كان مخطئا وما قيل عنه من تجاوزات ومخالفات صحيحة فكيف تقيله في دمياط وتعّينه في قنا، وهل لأن اسمه الحاج رمضان ونحن في شهر رمضان ظن مصدر القرار أن الصعايدة سيستقبلونه في المطار بفوانيس رمضان مرددين أهلا رمضان، قولوا معانا.. أهلا رمضان»

يا ناس كفى استهزاءً بالصعيد وأهله، كفى شحاذة باسم مرضى بالصعيد وفقرائه في اعلانات فجة لا تراعى مكانة هؤلاء في المجتمع وكينونتهم الإنسانية، فالفقر ليس عيبا والمرض ليس جُرما، كفى توظيفا للدراما الصعيدية التي لا ترى في الصعيد سوى أنهم قتلة ومطاريد بالجبال فيقتلون لأتفه الأسباب وكأنهم يشربون الشاي.

وإذا صممت السيدة الوزيرة الفضلى على مجيء الحاج رمضان الطبيب فأهلا به ليس لمدة ثلاثة أشهر كما في القرار الوزاري وإنما لثلاثة قرون حتى يصلح ما أفسده الصعايدة وحتى يطبق لنا رؤية ورسالة وزارة الصحة في نشر الصحة ومعالجة المرضى.

واقترح إضافة في رسالة وزارة  الصحة نقل الخبرات المعجزة من دمياط إلى قنا، وقديما كان حكيم طيبة يقول للمخطئين «عيب» فيقبع المخطئ في بيته حتى الموت ، عندما كان الناس لديهم إحساس.

مختتم الكلام:

قال الشاعر:

قالوا يا شاعر قولْ

أنا قلت مش قايلْ

أصل الكلام لا يفيدْ

ولا يعدل المايلْ

[email protected]