رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

المال والبنون زينة الحياة الدنيا, هكذا أخبرنا المولى عز وجل ,فعندما يتخلى الإنسان عن جزء من ماله استجابة لأمر ربه طواعية, مخالفا شح نفسه التى جبلت على البخل,يكون له الأجر الكبير والثواب العظيم .

والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول : «ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» ,والمتأمل للنصوص التى جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذى قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضى الله عنه: «ذكر لى أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم» .

وفوائد الصدقة: أنّها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما فى قوله صلى الله عليه وسلم: «إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى» وتمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما فى قوله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار» ووقاية من النار كما فى قوله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا النّار، ولو بشق تمرة»,والمتصدق فى ظل صدقته يوم القيامة كما فى حديث عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل امرىء فى ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس». قال يزيد: «فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة»، قد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» ,وفى الصدقة دواء للأمراض البدنية كما فى قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة». يقول ابن شقيق: «سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت فى ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فاحفر بئرًا فى مكان حاجة إلى الماء، فإنى أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ», كما  فيها دواء للأمراض القلبية كما فى قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكا إليه قسوة قلبه: «إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم» ,و الله يدفع بالصدقة أنواعًا من البلاء كما فى وصية يحيى عليه السلام لبنى إسرائيل: «وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدى منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم».

فالصدقة لها تأثير عجيب فى دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإنّ الله تعالى يدفع بها أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند النّاس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنّهم قد جربوه,والعبد إنّما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء فى قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} و المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفى ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا»,و صاحب الصدقة يبارك له فى ماله كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: «ما نقصت صدقة من مال»,ولا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما فى قوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ} , ولما سأل النبى صلى الله عليه وسلم عائشة رضى الله عنها عن الشاة التى ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها وقال: «بقى كلها غير كتفها».

فلا تبخلوا على أنفسكم بالصدقة خاصة فى هذه الايام المباركة.

 

[email protected]