رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

رغم مرور 90 سنة على كتابة توفيق الحكيم لمسرحية أهل الكهف، ورغم تناول عشرات النقاد والكتاب للمسرحية بالنقد والتحليل بلغات عدة، ورغم أن الحكيم استغل الإطار الدينى لقصة أهل الكهف، ورغم أن المسرحية صدرت في طبعتها الثانية مذيلة بمقال للشيخ مصطفى عبدالرازق شيخ الأزهر، رغم كل هذا لم ينتبه أحد للمذبحة التى أقدم عليها توفيق الحكيم، حيث أجبر جميع أبطال المسرحية على الانتحار داخل الكهف، بالمخالفة لما جاء فى القصص القرآني.

الحكيم دفع بـ: مرنوش، يمليخا، مشلينيا إلى الامتناع عن الطعام والشراب لمدة شهر حتى لفظوا انفاسهم الأخيرة، وزين لبريسكا بنت الملك أن تدفن نفسها حية داخل الكهف مع من أحبته، هذه المذبحة لم يتوقف أمامها أحد، ولم يسئل: لماذا دفع الحكيم أبطال مسرحيته إلى الانتحار؟:

  مشلينيا: .. فهربت يائسا إلى الكهف لأموت جوعا.

مرنوش: نعم، نحن كذلك هربنا إلى الكهف لنموت جوعا.

يمليخا: يا للمسيح!. نعم. نعم.

السؤال الذى يجب أن يطرح بعد 90 سنة من تأليف الحكيم للمسرحية، وبعد مئات المقالات التى تناولتها: لماذا دفع الحكيم أبطاله إلى الانسحاب من الحياة والعودة مرة اخرى للكهف؟، لماذا أجبرهم على الانتحار؟، هل عادوا بسبب الخوف كما سبق وأعلنوا؟، هل لافتقادهم ما كان يربطهم بالواقع الجديد كما قال مرنوش: "كنت أعيش حياة لها صلة ولها سبب هو القلب".

 كان متاحا أمام توفيق الحكيم أن يرسم لشخوصه حياة جديدة، يتزوجون وينجبون، خاصة أن الملك الجديد رحب بهم وأكرم وفادتهم، كما ان الفترة الزمنية التي ناموها فى الكهف، وهى ثلاثمائة سنة، ليست سوى كلمات حسب قول مشلينيا لمرنوش:

«إن هى إلا كلمات، أعداد، أرقام، هب أنها مجرد ألفاظ وأرقام لا معنى لها كما كنت تفعل أمس، ماذا تستطيع هذه الأرقام أن تغير من إحساسك بالحياة، هب كل ذلك صحيحا إنما أنت الآن فى الواقع أمام حياة، وأنت لم تزل فتى، هب أنها حياة جديدة قد منحتها أتأباها؟».

وكان متاحا أيضا أمام الحكيم ان ينهى المسرحية بنهاية تتوافق والقصص القرآني، حيث قبضهم الله عز وجل، حسب التفاسير التى وصلتنا، بعد عودتهم إلى الكهف خوفا من أهل المدينة، لكن الحكيم تجاهل جميع الخيارات المتاحة واختار المذبحة، سحب أبطاله إلى الكهف، وجعلهم يمتنعون عن الطعام والشراب لمدة شهر إلى أن لفظوا أنفاسهم الأخيرة، حتى الكلب دفعه إلى الانتحار، واستكمل مذبحته بانتحار بريسكا داخل الكهف،  لماذا؟، لماذا دفعهم إلى الانتحار؟، هذا ما نوضحه فى مقالات قادمة.

 

[email protected]