رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صفحات من الزمن الجميل (10)

-  ذهبت أنا وسامى جوهر إلى مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية على أمل أن ندرس مع زميلنا أحمد هيبة خطة البحث عن السفاح بعد أن قطعنا شوطا فى البحث عنه فى كبارى الاسكندرية، وكانت المعلومات التى كنا نحصل عليها من الراقصات مغلوطة.. وفجأة يدق جرس التليفون.. المتحدث هو مصطفى بك أمين يستفسر عن الموقف من سامى جوهر، وأسمع حوارا صامتا إذ يعرض سامى على مصطفى بك مذكرات السفاح، وكان من الطبيعى أن يسأله من أين أتيت بالمذكرات وأنت لم تقابل السفاح فى حياتك؟، ولهذا يرفض مصطفى بك أن تكون نقلا عن محاميه.

- طلبت من سامى أن يعطينى سماعة التليفون وسألت مصطفى بك عن رأيه لو حصلت على مذكرات نوال زوجة السفاح، فرد قائلا هايل.. المهم أن تتكلم لأنها امتنعت عن الكلام مع الصحفيين، لكنى وعدت مصطفى بك بالانفراد بالحديث معها، فطلب من اسماعيل حمادة مدير عام مكتب أخبار اليوم، وأعطاه أمرا مفتوحا لأى فلوس أحتاج لها للحصول على مذكرات نوال.. وبعد أن انتهت المكالمة قال لى اسماعيل حمادة أنا جاهز، عندى تعليمات صريحة أى مبلغ تحتاج إليه لتدفعه لنوال وتجيب مذكراتها سأدفعه لك فورا.. قلت له أنا محتاج ٢٠ جنيها، وكانت العشرون جنيها تلك الأيام تعادل ٢٠٠٠ جنيه الآن.. أعطانى المبلغ وقال «أنا جاهز لأى مبالغ أخري».

- ذهبت واشتريت علبة شوكولاتة لأنى أعرف أن لديها ولدين ثم ذهبت إلى العقيد أحمد عياد رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن الإسكندرية وكانت عنده تعليمات من وزير الداخلية عباس رضوان أن أقابل نوال فى أى وقت، لأنها هى ومسكنها وحارتها تحت حراسة الشرطة وغير مسموح لأحد بدخول بيتها إلا برفقة ضابط الحراسة، تمكنت من الوصول إليها، ورفضت أن تتكلم معى، قلت لها مش مهم الكلام، أنا عايز أطمن على الأولاد، وقبل أن ترد، دخل الأولاد علينا فأعطيتهم الشوكولاتة، حاولت أن تمنعها عنهما لكن الولدين فرا بها داخل الشقة، وكانت فرصة للحوار مع نوال من جديد، قلت لها، حرام عليك شابة جميلة زيك لا تدافع عن نفسها، قالت: كلكم كدابين أى كلام أقوله، تقولوا عنى أنا ست مش كويسة علشان كده محمود سليمان عايز يقتلنى، قلت لها أنا سأعطيك فرصة العمر، نتفق من دلوقتى وجربينى لو قلت «ريانى يا فجل» سأكتبه بالنص، ثم أنت يا نوال هتفضلى مرات سفاح؟، أكيد لا، بكرة يدخل السجن وتطلبين الطلاق، وإيه يمنع واحد زيى يتقدم لك، أنت جميلة وأنا واثق أنك شريفة، أنا عايزك يا نوال، وبدأت الابتسامة على وجهها.. ثم سألتنى هل توعدنى إنك تكون صادق معايا، قلت لها جربينى.. ويا ست لو طلعت وحش لما أخطبك من أهلك ارفضينى، ضحكت وهزت رأسها.. يعنى موافقة.

- وبدأت نوال تحكى مأساتها منذ أول يوم لزفافها قالت لى: «أنا واحدة غير محظوظة، لم افرح كأى عروسة، كنت فى الكوشة ليلة الفرح، والزغاريد والرقص والبوليس داخل علينا الكوشة وحطوا الكلبشات فى إيد عريسى وسحبوه من جانبى، كانت ليلة سودا، تانى يوم خرج بكفالة واتجوزنا، أخذنى على مصر ونزلنا فى فندق الهيلتون نقضى شهر العسل، لما بدأت أسأله عن شغلته، ضربنى علقة وربطنى فى السرير ونزل يسهر تحت، بعد ما أخذ سهرته طلع وقال إنه كان سهران مع عبد الحليم حافظ ووعد إنه هيخدنى معاه مرة، كان يتكلم معايا وكأن مافيش حاجة.. كان مسكين حياته كلها بؤس، مرات أبوه علمته التنطيط على الأسطح يجيب لها بيض الفراخ بتاع الجيران، وبعد كده العصابات كانت بتستغله فى التنطيط ودخول الشقق وفتح أبوابها».

- ختمت حديثها بأنها محتاجة وقت تحضر فيه الكلام، وبعد ما رجعت فتحت التليفون على مصطفى بك وقلت له «مبروك» لقد حصلنا على مذكرات نوال.. كان حوارى معاه يوم الجمعة، وقضيت سهرة فى الفندق مع زملائى بمكتب الاسكندرية، وعلى الصبح صحيت على صوت باعة الصحف فى محطة الرمل.. «اقرأ مذكرات نوال مرات السفاح» أخذت السلالم جرى، مش مصدق، مين اللى نشرها، ومين اللى راح عند نوال غيرى، وفجأة وجدت صورتها فى البرواز الأحمر للصفحة الأولى لأخبار اليوم، والمانشيتات «زوجة سفاح الإسكندرية تكتب مذكراتها» ونفس الكلام اللى قالته نشروه فى الصفحة الأولى وفيه اشارة لبدء المذكرات غدا فى الاخبار، وأول حلقة عنوانها «سحبوا زوجى من جانبى فى الكوشة ووضعوا الحديد فى إيديه».. أحسست أننى وقعت فى مطب محتاج أقابلها فورا لأحصل على معلومات تكفى لنشر أول حلقة.

 - الأسبوع القادم.. كيف صرخت نوال فى أمها وهى تقول لها.. «نفسى أحب.. أنا عشت فى الذهب والفلوس وفى النهاية طلعت زوجة سفاح».

[email protected]