رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة عدل

خلال العقود الماضية تعرضت مساحات كبيرة من التربة الخصبة فى وادى النيل القديم إلى تجريف للطبقات السطحية عالية الخصوبة لصناعة الطوب الأحمر، للتوسع الكبير فى المنشآت المختلفة. بالإضافة إلى البناء على مساحات أخرى من التربة الزراعية الجيدة ما أدى إلى فقدان كامل لمساحات كبيرة، وقد سنت الدولة عدة قوانين للقضاء على ظاهرة تجريف التربة الزراعية الخصبة وكذلك للحد من ظاهرة التوسع العمرانى على الأراضى الخصبة.

وقد كان لهذه القوانين والإجراءات فضل القضاء شبه التام على ظاهرة تجريف وتبوير التربة الزراعية إلا أنه حتى الآن ما زال التوسع العمرانى للمدن الكبيرة والصغيرة يزحف- وإن كان معدلات أقل من السابق- على مساحات من التربة الخصبة، ويقدر أن التوسع العمرانى، على مستوى مختلف المناطق الزراعية، يتم على مساحة تتراوح بين 30 و60 ألف فدان سنوياً نظراً للضغوط السكانية والحضرية بالرغم من العقوبات التى أقرتها القوانين.

واشتهرت الأراضى الزراعية الخصبة لوادى النيل بارتفاع إنتاجيتها والجودة العالية لمنتجاتها الزراعية منذ أجيال طويلة، وقد أسهم فى ذلك توارث تقاليد زراعية للأجيال المتتابعة من المزارعين اعتمدت أساساً على استخدام الأسمدة العضوية الحيوانية والقليل من الأسمدة الكيميائية المساعدة على رفع الإنتاجية.

إلا أنه بعد بناء السد العالى والنقص الكبير فى الطمى المحمول بواسطة مياه النيل اضطر المزارعون إلى تعويض فقدان الطمى بالإسراف فى استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية ومبيدات الحشائش لرفع الإنتاجية.

وقد استخدمت أنواع مختلفة من المبيدات التى تتباين مدة بقائها فى التربة ومقاومتها للتحلل، وقد تضاعفت معدلات استهلاك الأسمدة الكيميائية بصفة عامة والأسمدة النيتروجينية بصفة خاصة، ما أدى إلى ارتفاع مستوى تركيز النيترات فى محلول التربة وفى مياه الصرف الزراعى، وكذلك فى المياه الراشحة إلى الخزانات الجوفية القريبة نسبياً من سطح التربة.

كما ساعد على زيادة الملوثات فى التربية الزراعية وجود المخلفات والملوثات الصناعية مثل مخلفات صباغة المنسوجات ودباغة الجلود وصناعات الكيماويات والبطاريات وغيرها من الصناعات فى وادى النيل بالإضافة إلى تسرب مياه الصرف الصحى المعالجة أو غير المعالجة إلى مياه الرى، يضاف إلى مصادر تلوث التربة الزراعية المشار إليها أعلاه انبعاث بعض الملوثات العضوية والكيميائية الأخرى فى الهواء المحيط بالمناطق الصناعية.

ومن أهم أمثلة ذلك انبعاث الأتربة من صناعات الأسمنت التى تؤدى إلى الاختلال الفسيولوجى للنباتات المتأثرة، وانبعاث الملوثات عالية المحتوى من الرصاص والزئبق وبعض العناصر الثقيلة الأخرى من المناطق الصناعية، وهذه الملوثات يتم ترسيبها فى المناطق الزراعية المحيطة، بصفة عامة يؤدى تلوث التربة الزراعية من المصادر المختلفة إلى وصول بعض الملوثات إلى النباتات والمحاصيل النامية عليها وبصفة خاصة بالنسبة للمحاصيل والخضراوات الورقية، بالإضافة إلى تلوث مياه الصرف الزراعى التى يعاد استخدام البعض منها للرى، ولا شك فإن وصول هذه الملوثات إلى السلسلة الغذائية، قد يؤدى إلى إصابة الإنسان والحيوان والأسماك بأمراض مختلفة، كما قد يؤثر على نوعية ومواصفات بعض المنتجات الغذائية، ما يؤدى إلى صعوبات فى تصديرها.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد