رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

رغم استمرار لعبة عض الأصابع بين أمريكا وايران إلا أن اندلاع حرب بينهما ليس أمرا حتميا،فلقد قالها محمد جواد ظريف وزير خارجية ايران بأن بلاده لا تريد الحرب، كما قالها ترامب بأنه لا يريد الدخول في حرب مع ايران. ولا شك أن كلا الطرفين يدرك مغبة اندلاع حرب في المنطقة. أما النقيض فتعكسه السعودية والامارات. والأمل ألا يندفع العرب نحو هذا المسار، فالحرب كارثة إذا اندلعت ستقود المنطقة إلى حافة الهاوية.

وبعيدا عن ترامب فإن المحرك للحرب هو ثلاثى القتل ممثلا في «جون بولتون» مستشار الأمن القومى الأمريكي، «مايك بومبيو» وزير الخارجية، «مايك بنس» نائب ترامب، فلقد مضوا يتحدثون عن حرب خاطفة ترتكز في الأساس على التفوق الأمريكي العسكرى التكنولوجى. بيد أن ما غاب عنهم بأن حربا كهذه فيما إذا اندلعت فسوف تحرك كل الفئات المسلحة الدائرة في فلك ايران مثل الحوثيين، وحزب الله، والحشد الشعبى للمشاركة في المعارك ولتصبح الساحة مفتوحة عبر أكثر من جهة. وهنا لا بد أن نضع في الاعتبار التهديدات التي يشكلها الحوثيون على كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات. إذ سيكون هناك ردود فعل على الحرب إذا اندلعت. ولقد رأينا معالم ذلك عندما قام الحوثيون باستهداف السعودية والامارات عبر الطائرات المسيرة على غرار العمليات التي نفذها الحوثيون عندما استهدفوا محطة الضخ السعودية في شهر مايو الجارى. ويزيد الأمر خطورة بعجز الشبكات الدفاعية التي تحيط بالمنشآت النفطية للسعودية والامارات عن اعتراض هذه الطائرات المسيرة مما قد يؤدى إلى الحاق أضرار بنسب فادحة من جراء تسرب الخام.

أما العقلانية فتتطلب تجنب الحروب حيث إنه إذا وقعت الواقعة وحدثت المواجهة العسكرية في الخليج فإن المنطقة برمتها ستشتعل، وستكون لهذه الحرب تداعيات خطيرة تتصدرها مخاطر أمنية على دول المنطقة. وعندئذ لن يستثنى أحد من المخاطر بما فيها إسرائيل التي سيتعرض أمنها للتهديد بشكل مباشر. كما سينجم عن هذه الحرب ارتفاع أسعار النفط إلى الدرجة القصوى ليتجاوز سعر البرميل المائة دولار. هذا فضلا عن التكلفة الباهظة لهذه الحرب والتي سيتحمل عبأها السعودية والامارات والتي قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات. وهو أمر سيؤثر بالسلب على الوضع الاقتصادى لدول المنطقة التي ستعانى عندئذ من أزمة اقتصادية متفاقمة.

بيد أن هذه الحرب قد تخدم أمريكا وإسرائيل، حيث ستكون بمثابة البيئة الحاضنة لطرح مشروع «صفقة القرن» لفرضها على العرب واجبارهم على القبول بها. بل وهناك من يرى أن خيار الحرب سيصب بالإيجاب في صالح ترامب إذ سيحقق له أكثر من فائدة، فالحرب ستكون ورقة مربحة في توطيد العلاقة بين ترامب والحلفاء في الخليج بشكل يفتح له المجال لكسب المليارات التي يحتاجها الاقتصاد الأمريكي، ويمكن أن تكون حافزا يدفع الناخب الأمريكي إلى تجديد ولاية ثانية له في الانتخابات التي تعقد في نوفمبر القادم. بيد أنها ستكون وبالا على المنطقة إذ ستكون عرضة عندئذ لتغييرات طفرية كارثية. ولهذا يراودنا الأمل في ألا تندلع هذه الحرب وتظل الأمور محصورة في نطاق حرب التصريحات.