رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

( نحو المستقبل)

نحن مشغولون بالصيام وصلاة القيام والولايات المتحدة الأمريكية تعدنا بالويل والثبور بعد مرور الشهر الكريم؛ فهى ستعلن بكل بساطة عما أسموه منذ فترة طويلة «صفقة القرن» التى وإن لم نعرف بعد تفاصيلها إلا أننا نعرف غاياتها وأهدافها، فهى ليست إلا محاولة جديدة لإعطاء الحبيبة اسرائيل أراضى جديدة تمرح فيها خصما من الأراضى الفلسطينية المحتلة وكذلك التعمية التامة على ما يسمى حتى الآن بالدولة الفلسطينية رغم أنها إلى الآن دولة لا تملك من أمرها شيئا!!

والمتابع للأخبار التى ترد ساعة بعد أخرى يتضح له أن أمريكا قد بدأت  بالفعل تعد الأجواء المناسبة لتمرير هذه الصفقة وتجنب ما يمكن أن تحدث من ردود الفعل العربية الغاضبة والمنددة بكل سلوك عدوانى تجاه المنطقة والمصالح والثوابت العربية، فإذا كانت القرارات الأمريكية السابقة، خاصة قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها وقرار ضم هضبة الجولان السورية المحتلة إلى اسرائيل قد أثارت هذه الردود الغاصبة من قبل فإن الادارات الأمريكية الحالية والسابقة قد تعودت على مثل هذه الردود التى تتوقف عادة عند حدود الشجب والإدانة الشفوية وهى تعى تماما أن العرب سرعان ما يعودون إلى السكينة والهدوء ونسيان الأمر برمته امتثالا  لقضاء الله الذى لا راد لقضائه!!

أقول إن الادارة الأمريكية بدأت فى التمهيد لقراراتها الأحادية والتى تلبى مطالب الحبيبة اسرائيل على حساب الأراضى والمصالح  العربية  بهذه الفقاعات الاخبارية التى بدأت تترى منذرة بحرب وشيكة بينها وبين ايران بحجة الاعتداءات الأخيرة على بعض السفن فى المياه الاقليمية العربية للإمارات والسعودية والتى ربما كانت بتدبير  اسرائيل نفسها لتعطى المبرر والغطاء للعمليات العسكرية الأمريكية ضد ايران التى تصورها اسرائيل بأنها العدو اللدود لها فى المنطقة رغم أن مصالحهما وعلاقاتهما كثيرا ما تصالحت وتوافقت!!

والحقيقة، إن ما يحدث فى المنطقة العربية من صراعات ومن حرص دائم من قبل الدول الغربية وبالذات أمريكا ومعها ربيبتها اسرائيل يثير الاستغراب والملل فى نفس الوقت الذى يلخصه التساؤل: أليس فى العالم إلا العرب والدول العربية للدرجة التى لا تجعل هذه المنطقة تهدأ يوما وترتاح من التدخلات الاستعمارية والغزوات العنترية؟ أليس يكفيها ما بها من مشكلات تنموية واختلالات سياسية واجتماعية؟! أليس كافيا أن زرعتم فيها دولة غريبة جمعت الصهاينة من كل بقاع الأرض ليسكنوا أرضا غير أرضهم وموطنا ليس لهم فيه ناقة ولا جمل تحت حجج أسطورية واهية؟!

يا أيها السيد القابع فى ما يسمى البيت الأبيض وقد «اسود» من أفعالكم وقراراتكم الطائشة الباطشة! ألم يكفِك استنفاد الثروات العربية التى ملأت خزائنكم وفاضت، ألم يكفِك الصمت العربى ازاء كل قراراتكم المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية؟! ألم يكفِكم ما أحدثتم من دمار لدول عربية بأكملها مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن بل والجزائر والسودان الآن تحت دعوى ثورات الربيع العربى والربيع من وصفكم براء وتحت دعوى الديمقراطية وحقوق الانسان وأنتم عن ذلك أبعد ما تكونون؟! ألم يكفِكم أن زرعتم الارهاب والارهابيين فى كل المنطقة العربية وزعزعتكم لاستقرارها بتغذية الكراهية والبغضاء بين أعراقها وأجناسها ودياناتها ومللها ونحلها؟! ألم يكفكم أنكم نجحتم فى وصم الاسلام وهو دين السلام والتسامح والتقدم بأنه دين الارهاب والجمود والتخلف؟!

يا أيها الزعماء العرب ألم تحسوا بخطر ما يحدث حولكم وما ينتظركم من مخططات للحروب والصفقات بعد عيد الفطر المبارك الذى سيعكر صفوه القرارات المنتظرة التى ستأخذ من المناوشات العسكرية الظاهرية بين أمريكا وايران غطاء يلهى العرب عن ما يحدث على الأرض وستارا خبيثا للمؤامرة الكبرى بتصفية القضية الفلسطينية التى كانت قضية العرب الكبرى منذ 1947 م حتى الآن . ألا يستدعى الأمر عقد قمة عربية طارئة تضع سيناريوهات للموقف العربى الموحد والموقف الاسلامى الموحد ازاء هذه المخططات التى بدأ تنفيذها بالفعل بحيث لا يقتصر على رد الفعل الكلامى المتوقع! إن العرب ليسوا أقل من كوريا الشمالية أو فنزويلا فى وقوفهما أمام الجبروت والصلف الأمريكى!! ونحن نملك الكثير مما يمكن فعله لوقف هذه المخططات الأمريكية الاسرائيلية وردعها ونملك الكثير من امكانات الاضرار بالمصالح الأمريكية بالمنطقة، وكفانا خنوعا وصمتا ازاء هذه العربدة الأمريكية، وعلى الزعماء العرب أن لا ينخدعوا بهذه الحرب الكلامية بين أمريكا وايران كما أن عليهم ألا يتورطوا فى ذلك الصراع العسكرى بين الطرفين على فرض وقوعه فهو بين قوتين للشر لا يكفان عن محاولة الاضرار بالمصالح العربية والأمن القومى العربى. يحيا العرب وعاشت فلسطين ولن يضيع حق يدافع عنه أصحابه.

[email protected]