عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

قبل عام من الآن كتبت هنا عن الجريمة التى ارتكبها مستشفى سكندرى فى حق الطفل «بيير».. وإلى الآن مازال «بيير» جسدا بلا حياة.. لم يعد حق الطفل.. لم يُساءَل مجرم.. ولم يعاقب مهمل.

ومأساة بيير «ابن الست سنوات».. أنه دخل فى فبراير 2018 إلى مستشفى زيزينيا ماشيا على قدميه بين والديه لإجراء عملية «لحمية».. ساعة واحدة وألقى به المستشفى لأبويه جسدا بلا حراك.. نتيجة الإهمال والتسرع فى عملية الإفاقة.. طرق والده كل الأبواب لعلاج ابنه دون جدوى.. اشتكى لطوب الأرض لاسترداد بعض حقه فى الحياة، ولا مجيب.. سلك والده كل القنوات الشرعية ليدفع المخطئ ثمن خطأه.. تقدم ببلاغ للنيابة.. تحول فلذة كبده إلى مجرد ورقة ضائعة وسط تلال الأوراق فى أروقة المحاكم.. لا مساءلة.. لا عقاب.. لا نتيجة.

وإحقاقا للحق تفاعل وزير الصحة السابق أحمد عماد الدين مع حالة «بيير».. بعدما علم بها من وسائل الإعلام.. وعلى غير المعتاد، أمر بإغلاق المستشفى لحين انتهاء التحقيق.. ولسوء حظنا جميعا وليس حظ «بيير» وحده.. حدث تغيير وزارى.. ففتح المستشفى وعاد للعمل.. كأن شيئا لم يكن.. وكأن القانون واسترداد الحقوق مرتبط بشخص بعينه.. إن رحل ضاع الحق!.. فمن سمح بإلغاء قرار الوزير السابق.. من سمح للمستشفى بالعودة للعمل.. وعلى أى أساس اتخذ هذا القرار؟.. الله أعلم.

حتى الآن لم يمثل طبيب واحد أمام جهة تحقيق فى تلك الجريمة.. حتى الآن مازال والد «بيير» ينفق الآلاف لإنقاذ حياة ابنه.. حتى الآن لم يصدر مسئول واحد فى مصر قرارا بتحميل المستشفى مرتكب الخطأ تكاليف علاج ضحيته حتى يشفى.

سبق أن كتبت أيضا عن ضرورة إنشاء هيئة للقضايا الطبية.. يمكنها الفصل سريعا فى مثل تلك القضايا.. يمكنها فرض العقوبات المناسبة للخطأ.. هيئة يمكنها مراقبة بروتوكول التعامل مع الحالات المرضية.. وتلافى الأخطاء القاتلة.. يمكنها أن تحمل رسالة واضحة للمصري «حياتك ليست رخيصة».. لكن طبيعى ألا يلقى مثل هذا الاقتراح آذانا صاغية من مسئولينا.. فلديهم دائما ما هو أهم!!

وقضية «بيير».. ليست حالة فردية.. إنها مأساة وطن.. وقصة إهمال ولا مبالاة.. واستهانة بحياة المواطن المصرى.. قصة مسئولين لا يتحركون إلا صدرت لهم أوامر عليا.. قصة عقول عجزت عن التفكير أو اتخاذ القرار السليم فى وقته.

ما حدث مع «بيير» من الممكن أن يتكرر مع أى منا بسهولة.. فكلنا مرشحون لأن نصبح «بيير» فى أى لحظة.. حتى السادة المسئولون وأبنائهم.. ومن سمح للمستشفى بمعاودة العمل.. جميعهم ليسوا بمنأى عن مقصلة الإهمال والفساد.. والله غالب على أمره.

[email protected]