رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحسنت الحكومة صنعًا عندما قررت اتخاذ خطوات عملية لتنمية سيناء بمدها بشرايين الحياة من خلال بناء جسور وانفاق تربط شبه الجزيرة بمنطقة وادى النيل والدلتا، الأمر الذى يؤكد ارتباط كل أرض مصر كوحدة واحدة وعلاقة ذلك بأمنها واستقرارها خاصة أن سيناء كانت وستظل مطمعا لإسرائيل التى ترى امتدادها الأرضى منحسرا عند ايلات أو قرية ابو الرشراش الفلسطينية ولهذا تعتبر سيناء مفتاح الطريق إلى وادى النيل ولهذا ليس مستغربا القول إن الأمن القومى المصرى يتحقق دائما من جهة الشرق اى سيناء ومن ثم إن من يسيطر على شبه جزيرة سيناء يستطيع أن يسيطر على مصر كلها.

ومنذ فجر التاريخ تعرضت سيناء لمحاولات غزو استهدفت مصر جاءت من جهة الشرق ولهذا يصبح الاهتمام بتعمير شبه الجزيرة ضرورة استراتيجية تتصل مباشرة باستقرار وأمن الشعب المصرى وهذا يذكرنا بأهمية موقع وموضع سيناء عبر العصور المختلفة، كما يذكر د. جمال حمدان فى موسوعته شخصية مصر حيث ارتبط التوزيع الديموجرافى لسيناء بوضعها الجغرافى الذى بدا واضحا فى الاصول اللغوية لكلمة «سيناء» التى تعنى «الحجر» عند بعض المؤرخين لكثرة جبالها ويقول البعض الآخر انها تسمى فى الهيروغليفية «توشريت» أو الأرض الجدباء، كما سميت فى العهد القديم «حوريب» أو أرض الخلاء لكن هناك شبه اتفاق تاريخى على أن اسم سيناء مشتق من اسم الإله سين أو إله القمر فى الحضارة البابلية واطلق العرب على سيناء الطور وهى كلمة آرامية الأصل وتعنى جبل القمر.

ومرت سيناء بمراحل تاريخية عديدة منذ عهد الفراعنة مرورا بالعصرين اليونانى والرومانى حتى الفتح الإسلامى ثم العصرين الاموى والعباسى ثم الغزو الصليبى، حيث أثبتت الأحداث التاريخية أن سيناء احد اهم المعابر البشرية التى تربط الشرق بالغرب وبدأ الاهتمام بعمرانها فى العصر الأيوبى، نظرا لظروف الحروب الصليبية التى كانت تدفع حكام مصر إلى ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من الخطر الصليبى، فقد قام صلاح الدين الأيوبى بتعمير وإصلاح ميناء الطور وتمكن من انتزاع ميناء أبو الرشراش من أيدى الصليبين، ومن ثم صار البحر الأحمر تحت سيطرته.

وعليه أن سيناء منذ الفتح الإسلامى مجرد قنطرة تعبرها القبائل المختلفة من بلاد الحجاز والشام فى طريقها إلى وادى النيل، ولكن تغير مركز سيناء ابتداء من القرن الرابع عشر الميلادى، عندما صارت منطقة تلجأ إليها القبائل، بعد أن توقف تقريباً سيل الهجرات العربية إلى مصر فى عصر المماليك، حيث تم عزل العناصر العربية سياسياً ولم يعد هناك ما يدعو الحكام الجدد أن يستعينوا بالقبائل العربية فى الحكم حتى يشجعوا هجرتها إلى مصر.

وبالتالى يعد العصر المملوكى بداية لمرحلة من الاستقرار فى شبه جزيرة سيناء، لاسيما مع زيادة الاهتمام الملحوظ بطريق الحج من ناحية وتأمين طريق البريد من مصر إلى الشام من ناحية اخرى وفى اعتقادى إن اهتمام الدولة المملوكية بسيناء كان يهدف إلى تأمين حدود مصر الشرقية من الأخطار المحدقة بها ناحية الشرق، والتى كانت تتمثل حينذاك فى بقايا الوجود الصليبى، بالإضافة إلى الخطر المغولى.

ونواصل رحلتنا مع سيناء عبر التاريخ الأسبوع القادم.