رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الذكرى 15 لرحيل مؤسس دولة الامارات



      يوافق اليوم الذكرى 15 لرحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، صاحب السجل الحافل بأعمال الخير والعطاء، وليس من السهل حصر أعمال ومبادرات ومآثر ومناقب الشيخ زايد من خلال مقال أو كتاب بل سوف نحاول تسليط الضوء على ما كان يشغل هذه الشخصية القيادية الفذة.
         بدأ الشيخ زايد أول مهامه في مدينة العين عام 1946م كممثل لحاكم إمارة أبوظبي شقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان رحمه الله، وكان شغله الشاغل هو إنقاذ مدينة العين من العطش حين وجد أن معظم الأفلاج وهي المصدر الرئيسي للتزود بالماء تعاني من الإهمال وأصبحت معرضة للاندثار ، فكرس فكره وجهده وماله من أجل توفير الحياة للناس والأشجار والدواب، ومن  هنا نكتشف سر فلسفة ومفهوم شخصية الشيخ زايد العظيمة المرتكزة على منح الحياة، فكلنا  ندرك اهمية الماء، إلا أن الشيخ زايد لم  يكتف بإدراك أهمية الماء،  بل سعى بعزيمة لا تلين وإصرار لا يعرف اليأس  من أجل تحقيق هذا الهدف، وجند كل شي  لتوفير أهم سلعة في الوجود وهي الماء لانقاذ الحياة  في مدينة العين.
      ومن بوابة الخير هذه انطلق الشيخ زايد رحمه الله لتأسيس دولة الإمارات عام 1971م على المحبة والعطاء والسلام، والملاحظ أن شخصية الشيخ زايد يحيط بها الخير من كل جانب، ولديه إيمان راسخ بأن الله لن يخذله وهو يؤدي واجبه الإنساني تجاه كل من يستحق العون والمساعدة من بشر وشجر وحيوانات ومدر، لذلك تحقق له ما أراد.


          واليوم ونحن نحيي ذكرى رحيل هذا الرمز الوطني والإنساني الكبير يجب ألا نحيد عن هذا النهج  القويم الذي هو مصدر خير ورفعة وأمان وازدهار، والذي مارسه الشيخ زايد على أرض الواقع وجنى ثماره في الدنيا وإن شاء الله في الآخرة. فالمطلوب منا نحن أبناء دولة الإمارات على وجه الخصوص والعالم أجمع أن نقتبس من فكر ونور وسيرة هذه الشخصية الملهمة ذات البعد الحضاري، وأن نطبق هذا المنهج الراقي بكل تفاصيله في حياتنا فيما بيننا كأفراد ودول،  وألا نكتفي برفع شعار حب الشيخ زايد وذكر مناقبه بل ترجمة هذا الحب من خلال تبني أفكاره والعمل بها من خلال المساهمة باستمرار كمنهج حياة، بشربة ماء أو قليل من طعام  لشخص طاعن في السن أو يتيم أو أرملة أو عابر سبيل، أو أي نفس او كبد ظمآى على وشك الهلاك ضاقت بها الأرض بما رحبت وتقطعت بها السبل، نحييها ونعيد لها بريق الأمل بغد أفضل بهذا العمل الذي كان يحبه الشيخ زايد، ونكون قد وفينا الرجل حقه، فالشيخ زايد كان شغله الشاغل توفير الحياة الكريمة لكل مخلوق على وجه البسيطة لذلك علينا التمسك بهذا النهج الذي هو في الأساس نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونهج الدين الاسلامي القويم السمح، خاصة ونحن نعيش نفحات شهر الرحمة والبركات شهر رمضان الكريم علينا أن نبادر في أعمال الخير ونرسخ قيم الشيخ زايد في منازلنا وفي كل معاملاتنا، لأن هذه الأعمال هي أبواب خير ورحمة وأجر وثواب وتسامح وتواد وتقارب وصفح وتراحم بين شعوب الأرض، ومحط تقدير وإعجاب وترحيب من قبل السواد الاعظم من الناس.  
      وفي ختام هذه الجمل نسأل الله العلي القدير أن يتغمد زايد بن سلطان بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجزيه عنا خير الجزاء بما قدم لنا وللأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع من خير ونور.