رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحيح بعض الأفندية.. حضورهم «زى الترمس الني» يشبه غيابهم.. وصحيح أيضاً أن غياب البعض يسبب لى شخصياً بهجة لا مثيل لها وانشكاح ما بعده انشكاح.. على رأس هؤلاء الأخ أكرم حسنى الذى هبط بالبراشوت على عالم الكوميديا دون سابق موهبة بل وبلا أى سبب على الإطلاق أو داعٍ.. فقد ظهر متلبساً لشخصية ثقيلة الظل «أبوحفيظة» وربما اكتشف أنه عندما يخلع أدوات أبوحفيظة فإن الناس لا تعرفه، فأراد أن يحقق الشهرة فترك أبوحفيظة غير مأسوف على ثقل ظله وجاء إلينا بشحمه ولحمه مدعياً ظرفاً لا يمكن للإنسان أن يكتسبه فى رحلة الحياة شأنه شأن لون البشرة وفصيلة الدم، فهى ليست من الاختيارات.. وأنا أعلم أن كل إنسان يتمنى أن يكون مضحكاً وظريفاً وخفيف الدم ولكن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر تماما، وما أعظمها من كارثة عندما تكون معدوم الظرف.. فاقداً لأدوات الضحك ثم تمنى نفسك بأن تكون خليفة للريحانى والكسار ومدبولى والمهندس وسعيد صالح وعادل إمام.. بالطبع إذا وضعنا حتى محمد نجم ونبيل الهجرسى ونجوم الصف الثانى من الكوميديا لن تستطيع أى قوة على ظهر الأرض أن تدس اخونا أكرم حسنى فى زمرتهم، ولن يقدر أى منتج مهما أوتى من مال محيره أن يأتى بأكرم حسنى ويعلمه الطيران فى سماء الكوميديا.. وقد كان للولد الشقى السعدنى الكبير- طيب الله ثراه- مقولة.. إن الإنسان ينزل من بطن أمه ظريف أو ساخر أو خفيف الدم، ولكن بعض الموهومين لا يعلمون هذه الحقيقة وتلك مصيبة كبري.. أو قد يعلمون ولا يزالون يصرون ويحاولون ويدعون وتلك مصيبة أكبر.. ومن هؤلاء أيضاً الأخ أحمد فهمى ولا أعلم لماذا لم يعمل مدرساً مثلا أو محاسباً، أو إذا كان يملك بعض المال فيمكنه أن يفتح لنفسه مكتباً ويمارس خفة ظله على كيفه وعلى هواه.. وهو حر يعذب الموظفين تبع سعادته فى مكتبه الخاص باستعراض خفة دم سعادته وظرف سعادته وحلاوة ظل سعادته بعيدا عن مجال الفنون، ذلك لأنه فى دولة الضوء لا واسطة بين الناس والفنان، خصوصاً فى عالم الكوميديا، فالشعب المصرى صنعته الأعظم هى صناعة النكتة والسخرية.. وعلى من يريد أن يبيع البهجة فى سوق المصريين فعليه أن يكون فى حجم موهبة وذكاء ودهاء العظماء من أمثال الريحانى والكسار والمهندس ومدبولى وهنيدى وسعيد صالح وعادل إمام.. وغير ذلك فإن كل المحاولات سوف تصبح أشبه بمن يقوم بعملية حرث فى مياه البحر ليبنى بيتاً من خيال عقيم.. وبمناسبة المضحكين أذكر بالخير العزيز أحمد آدم الوحيد الذى ترك بصمة فى برامج قناة الحياة عندما قدم برنامج ستانداب كوميدى، كان هذا البرنامج بمثابة شوكة فى حلق بعض أعداء مصر، وعلى وجه الخصوص حضرات الأنطاع فى قطر، وتابعهم قفة الإعلامى الذى لديه تجد مبرراً لكل شيء وأى شيء، وهو يعلم الكفت ولديه مخبرون وعسس فى أنحاء البلاد، وفى داخل كل مؤسسة مصرية، فهو يجيب التايهة ويدعى العلم والمعرفة وهو أجهل من دابة.. كان أحمد آدم يسخر من هكذا اعلاميين أنجبتهم أسباب غير طبيعية.. فقد جاءوا من العدم.. وتسلطت عليهم أضواء وأصبحوا من المشاهير.. يحرصون على سبسبة الشعر ودهانه بالأسود الفاقع وكأنه جزمة مليع.. بل هو بالفعل يغطى عقلا يشبه الحذاء بل الحذاء أشرف منه، خصوصاً حذاء أى مواطن مصرى لأنه بهذا يدوس على أشرف وأطهر أرض هى أرض مصر التى مع أسف انجبت مثل هؤلاء الذين باعوها من أجل حفنة ريالات وليرات.. لعنه الله على البطن التى حملتكم.. وأعود لأسأل أين أحمد آدم وسط هذه الهوجة من البرامج وذلك الإسهال الفضائى الذى ضربنا فى رمضان بمسلسلات كانت تستحق أن تعرض على نزلاء السجون أو مستشفى العباسية.. وبمناسبة غياب أحمد آدم.. فإننى أتمنى منه أن يكفر عما بدر منه بحق فنان جميل عاش للمسرح صحيح أنه قدم أعمالاً كان الهدف من ورائها هو الضحك وحده ولا شيء سواه ولكنها غاية محمودة أن ترسم البهجة وأن تنتزع الضحكة من أعماق الناس.

أقول لأحمد آدم إن ما جاء على لسانك بحق الفنان محمد نجم لا يصح ولا يستقيم مع رجل اقترب كثيراً من العقد التاسع من العمر ويمر بأزمة صحية عنيفة.. لم أعهد فى أحمد آدم على الإطلاق هذا النوع من الردود ولكنها طبيعة برنامج أتمنى من الله أن يكون هذا العام هو آخر ظهور له.. فإذا كان عمنا مكرم محمد أحمد يتعقب الأعمال الدرامية فى رمضان من أجل التهذيب والإصلاح.. فإن بعض البرامج وكل الإعلانات فى حاجة إلى كرباج وليست فى حاجة إلى تقرير، وأخيراً وفى كلمة للعم الكبير مكرم محمد أحمد أقول.. إن عادل إمام ليس فى حاجة إلى تمثال بقيمة ساويرس ولا غيره.. ولكن عادل إمام الذى كرمته أمة العرب من خلال أكثر من300 مليون عربى من المغرب العربى إلى المشرق العربى فى حاجة إلى تقدير يأتى من مصر الرسمية التى أشعر أحياناً أنها تتخلى عن مهمتها وتركها للآخرين.. عادل إمام كرمه رؤساء الخضراء تونس عشاق مصر وفن مصر وفنانى مصر.. وكرمه الحسن الثانى وكرمه الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح وكرمه الرئيس الجزائرى السابق بوتفليقة، ومن حسن الحظ أن عادل إمام لايزال يواصل رحلة العطاء لأكثر من خمسة عقود من عمر الإبداع الفنى وهو أمر لم يتوفر لفنان آخر على المستوى العالم العربى، وكما كان يقول المنتج والمؤلف الأخطر فى العالم العربى سمير خفاجى إن عادل حتى لم يشهد له تاريخ الفنون فى العالم مثيلاً، لأنه لا يوجد ممثل مسرحى قدم عرضاً مسرحياً بشكل يومى ولمدة عشر سنوات إلا ممثلاً واحداً فقط اختص به الله سبحانه وتعالى شعب مصر ليخرج من وسط فنانيه وهو تحفة عصره وكل العصور وأعجوبة الزمن التى لن تتكرر، مولانا صاحب السعادة ووكيل البهجة ملك ملوك الكوميديا وصاحب العرش الذى لم ولن يكون له وريث.. كل سنة وأنت بتجمل الحياة يا عدول.