عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القضية الفلسطينية تراوحت على مدى واحد وسبعين عاما مضت بين حالة الصدمة الأولي «1948- 1956» الي حقبة الحالة المركزية في الضمير العربي العام 1956 – 1970 ثم عقود استضعاف الضمير العربي العام واستسلام الأنظمة لوهم السلام الأمريكي 1970 وحتى اللحظة الراهنة..

وفى الذكري 71 لنكبة فلسطين (15 مايو 1948 – 15 مايو 2019) علينا أن نتأمل التاريخ وكم من امبراطوريات توهجت كالشمس وانطفأت كعود ثقاب.. الدرس الأقوى اليوم الذي يجب أن يظل حيا فى ذاكرة الأجيال مهما بدا الضعف غالبا أن الفلسطينيين سيستردون يوما ما وطنهم، وأن اسرائيل مهما تجلت عجرفتها وعنصريتها وطابعها الاستعماري فهى الي زوال.. المستقبل يتكون كجنين فى رحم الحاضر مدفوعا بحقائق طوتها صفحات التاريخ.

الاحتلال الصليبي للقدس استمر من 1099 الي 1187 - قرابة القرنين ثم استردت الأرض المقدسة.. أعلن البابا «أوربان الثاني» عام 1095 م / 488 هـ الدعوة لتشكيل جيش مسيحي لاحتلال القدس. وظهرت فى أوروبا حركة تطوع كبرى للحملات الصليبية. اليوم وبعد قرابة الألف عام يقف مسيحيو القدس من الفلسطينيين  فى نفس خندق المقاومة مع مسلمي فلسطين.

شيمون بيريز أول من تنبه الي أهمية تكسير الدماغ العربي من الداخل بعد أن فشلت حروب تكسير عظام الفلسطينيين، وقال صراحة إن اسرائيل مهما أوتيت من قوة لا تسطيع قهر شاب مؤمن بأنه لحظة تفجير نفسه فى حافلة اسرائيلية سينتقل فورا ليقيم بقصر فى الجنة.. أمريكا من مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وهي تلعب على تفريغ الدماغ العربي خاصة والمسلم عامة من أهم ثوابته المتمثلة فى الدين.. سلاحها ثقافى ونفسي وسياسي بالدرجة الأولى وتعتقد حتى اليوم فى ظل حكم « المتعصب العنصري» دونالد ترامب ونظيره نتنياهو فى إسرائيل أن عليها أن تهز ايمان العرب فى الشوارع والبيوت والحارات وداخل مخيمات اللجوء والفقر.. بعضنا مثقفون وحكام شاركوا فى عملية التفريغ من خلال غزوات صبيانية لتراث ديني لم يكن يوما سببا فى هزائمنا وتخلفنا - ومن يريد أن يقرأ ويحكم سيعرف أن داء حارتنا العربية فى طبائع الاستبداد وليس اجتهاد فقهاء لم يكن معظمهم خارج تأثير السلاطين. 

أمريكا وتوابعها يحلمون باللحظة التي تموت فيها الروح ويفقد أشد الناس ايمانا املهم فى أن العدالة الغائبة قد تعود لمستقرها يوما ما.. إن التاريخ لا يعرف النهايات المغلقة - العبرة ستظل بما سيتحقق يوما، وهو يوم لن تعايشه الأجيال المعاصرة وربما أجيال قادمة خلال قرن من الزمن، ولكن حتميات التاريخ أن جيلا وزمنا سيشهدان معا تلاشي اسرائيل التي لم تكن كيانا ولا شيئا قبل مائة عام.. أروع تضحيات فلسطينيي الداخل والشتات من عام 1948 الي يومنا هذا أنهم تمسكوا بعزف نغمتهم التي ستسود يوما وتفرض نفسها وتنهي أكبر كذبة فى التاريخ القديم والحديث وهي الكيان الصهيوني الوضيع.