رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

من بين الأفكار التى جرى تداولها فى غمرة التصعيد بين الولايات المتحدة وبين ايران، كانت هناك فكرة تتساءل حائرة عما يمنع أن يقوم حوار بين عواصم الخليج وبين طهران!

فالحرب فى الخليج العربى، وفى أى مكان غير الخليج، لم تكن حلاً فى أى وقت، بين أى طرفين، وقد رأينا ولا نزال نرى، ماذا فعلت الحرب على العراق بالمنطقة كلها!

ولكن المشكلة كانت دائماً أن الإيرانيين لم يكونوا جادين، فى كل مرة تحدثوا فيها هُم عن حوار يريدونه مع السعودية بالذات، ومع باقى دول الخليج فى العموم.. وكم سمعنا الرئيس الإيرانى حسن روحانى يتحدث عن أن بلاده ترحب بحوار ينعقد مع الرياض، وعن أنهم يرغبون فيه حواراً غير مشروط، وعن أنهم يطرحون الحوار كمبادرة من جانبهم، وعن.. وعن.. إلى آخر ما سمعناه مراراً من روحانى، ومن سواه من مسئولين إيرانيين على مستويات مختلفة، وفى مناسبات متعددة!

ولم يكن الأمر يصمد ساعات أمام أول اختبار فى كل مرة!

وكنا نفاجأ بعد كل مرة بما ينسف الدعوة الى الحوار من أساسها، وبما يشير الى أن الجانب الإيرانى ليس جاداً فيما يطرحه، وأنه فى الغالب يتحدث عن أشياء لا يعنيها.

وإذا تساءل أحد هنا عن السبب الذى يمنع دول الخليج نفسها، وعلى رأسها السعودية، من المبادرة بالدعوة الى حوار يجنبها ويجنب سائر المنطقة عواقب التصعيد، فإن الجواب سهل.. فلم يثبت حتى الآن، ولا لمرة واحدة، أن دول الخليج قد بدأت بعداء مع ايران، ولا بادرت بخصومة، ولا بأى نوع من أنواع التدخل الكثيرة التى تمارسها طهران فى حقها.

وكانت وكالات الأنباء قد نشرت أخباراً أمس الأول، عن أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخين حوثيين جرى إطلاق أحدهما على مكة، وجرى إطلاق الثانى على جدة، وهذا خبر فى حد ذاته يكشف عن حقيقة النوايا التى تحملها الحكومة الإيرانية تجاه المملكة السعودية.

فليست هذه هى المرة الأولى التى يطلق فيها الحوثيون صواريخ على مناطق سعودية متفرقة، والحوثيون لا يخفون حقيقة علاقتهم بإيران، ولا الأخيرة تخفى هذه العلاقة بهم، مما يعنى أن كل صاروخ يتم إطلاقه فى اتجاه الأجواء السعودية، هو صاروخ قادم من إيران فى الأصل.

إن الجماعة الحوثية التى تطلق الصواريخ مرة، والطائرات بدون طيار مرة، فى اتجاه الأجواء السعودية، لا تملك إمكانات على هذا المستوى أبداً، ولا تمتلك حتى واحداً على عشرة من هذا المستوى، فمن أين تأتى هذه الصواريخ، وكيف امتلك الحوثى تكنولوجيا إطلاقها، وكيف تتحدث طهران عن حوار، ثم تمد الحوثى بما يضرب أساس كل حوار؟!

الإيرانيون مدعوون الى إبداء قدر من الجدية، مع كل مرة يتحدثون فيه عن الحوار مع الرياض، أو مع أى عاصمة خليجية، ومدعوون أكثر الى إثبات هذا القدر من الجدية على الأرض!