رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسلسل «السهام المارقة» عن قصة الداعية الشاب «معز مسعود» وسيناريو آل دياب وإخراج محمود كامل من إنتاج مصر 2018 أى العام الماضى إلا أن قناة النهار قد قررت إعادة عرضه هذا العام على شاشاتها فى رمضان لأن ما يقدم لا يرقى للمستوى الفنى والدرامى الذى كانت عليه الدراما المصرية فى السنوات السابقة خاصة ما قبل يناير 2011 وتلك النقلة النوعية للأسوأ حين تحولت الدراما إلى شركات إنتاج تسيطر عليها شركات إعلانات تحدد الأجور والسعر للدقيقة وأسماء الممثلين على حساب المحتوى والمضمون والرسالة الفنية والدرامية ودخول ظاهرة التمصير والتعريب لنماذج الدراما الأجنبية سواء أمريكا اللاتينية أو الدراما الهندية أو التركية وغابت الدراما الحقيقية من خلال ورش العمل الجديدة التى شُكلت لكتابة الدراما المصرية وفى هذا العام أثبتت التجربة أن ما يقدم للمشاهد المصرى هو مجرد توليفة من تدوير الحدوتة كما تدوير المخلفات دون أى إبداع حقيقى سواء على مستوى الدراما أو الأكشن أو حتى الكوميديا الكرتونية الهزلية وهى للأسف تتكون من مواقف ارتجالية لا تربطها أى حبكة أو كوميديا موقف أو كاريكاتير أو سخرية وإنما مجرد عبارات وألفاظ وتركيبات مسفة يغلب عليها الألفاظ والحركات الخارجة.. ولذا فإن عملًا مثل «السهام المارقة» يعد على المستوى الفنى أعلى من كل ما يقدم لأنه يطرح دراما سياسية دينية فكرية فى قالب فنى وإن كان ذا مرجعية واقعية لقصص وحكايات وشخوص لهم جذور حقيقية على أرض الواقع إلا أن الحبكة الدرامية متميزة جدًا والإخراج واقعى والتصوير واختيار الأماكن وإن كان الحوار ضعيفًا إلى حد ما إلا أن العمل فى مجمله محكم الأداء والعقدة التى تحكى قصة ثلاثة أسر تعيش فى إحدى القرى العربية التى يحتلها تنظيم داعش الإرهابى تحت مسمى أرض الخلافة فهناك «عمار» (شريف سلامة) المقاتل الضابط وزوجته المتمردة التى تنتمى إلى المقاومة وتحافظ على التراث وعلى الفن والثقافة فيكون مصيرها الذبح والأسرة الأخرى هى أسرة «أبوحذيفة» (هانى عادل) أو «شريف» المخرج الذى يتزوج من سيدة أرملة لأحد المقاتلين وهى أم أبى (عائشة بنت أحمد) التى تتحكم فى النساء وتطبق الشرع بالشدة والقوة وهنا تبدأ قصة حب بينها وبين هذا الرجل الذى يتأرجح بين الانتماء لداعش أو الكراهية للعنف والدم والقتل الذى يمارسه رجال التنظيم وأخيرًا أسرة «طلحة» (وليد فواز) الذى يتزوج أربع نساء ويقتنى الجارية المسيحية «مريم» (شيرين عادل) ويقع فى هواها وحين تسلم للتخلص من العبودية بسبب شعور ابنها عمر بالذل كون أمه الجارية فإن طلحة يظل يطاردها حتى بعد أن فقد قدمه فى انفجار.. وعبر هذه القصص نجد حكايات النساء المقهورات ومنهن الأجنبية الإنجليزية التى تشعر أنها قد غرر بها باسم هذه الدولة الإسلامية المتعصبة البعيدة عن الإنسانية وأيضًا قصص الأطفال الذين يلعبون بالبنادق ولا يعرفون الرسم أو الغناء بالإضافة إلى مشاهد العنف والقهر والتعذيب لكل من يقاوم هذا الفكر المتوحش الدموى.. السهام المارقة عمل يحارب الإرهاب بالفن وهذا أقوى سلاح..