عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

تغير الصعيد كثيرًا خلال السنوات الماضية، التغيير كان للأفضل بعد تخلى أهل الصعيد الجوانى عن العديد من العادات والتقاليد البالية التى كانت وراء تأخرهم، وبعد قيام الدولة بتغيير سياستها التى استمرت عشرات السنين فى تحويل الصعيد إلى منفى للمسئولين الفاشلين والفاسدين فكانوا سبب تخلف الصعيد، حاليًا نفض الصعيد عنه غبار الماضى، وركب قطار الحضارة من محطة المساواة، وأصبح الصعيد بعد 30 يونيو ليس هو صعيد زمان فى عهد حكومات تنكرت له عقودًا طويلة حتى جعلته يطلق على القاهرة العاصمة اسم مصر على اسم الدولة، والبعيد عن العين بعيد عن القلب، تحمل الصعايدة مرارة الجفا والقسوة  ووجد أخيرًا من يتذكره ويأخذ بيده إلى طريق التنمية.

من أشد العادات التى ضيعت الصعيد فى المراحل السابقة، عادة الأخذ بالثأر، التى كانت تطارد الغالبية فى كل مكان، حتى أهل القاهرة كانوا يتعاملون مع الصعايدة بأنهم هاربون من الثأر، لقد خفت هذه العادة السيئة إلى أدنى مستوى، وحل القانون، محل الفوضى، وشريعة الغاب، والفضل فى الإقلاع عن الثأر فى معظم مناطق الصعيد يرجع إلى التعليم، وظهور شباب يمقت هذه العادة، ويرفضها، وعندما تراجعت «العمم» خطوة إلى الخلف، وحل الكاجوال والبدلة محلها، وصعد المتعلمون إلى منصة الكلام، استطاع التحضر والرقى أن ينسف العادات البالية، وظهرت لغة حديثة فى التعامل والحوار وسيادة المنطق بدلاً من استعراض القوة.

أتابع من القاهرة ما يحدث فى قنا بلدى من أنشطة اجتماعية يقوم بها الشباب، لقد سعدت عندما سمعت عن جمعيات تواجه الثأر، وتحذر منه وترفضه، وتدعو إلى التخلى عن هذه العادة المتخلفة، وجمعيات أخرى تدعو إلى عدم المغالاة فى المهور لتيسير الزواج، وجمعيات تجمع التبرعات لتزويج اليتيمات وعلاج المرضى غير القادرين، وأخرى تنفق على الطلاب غير المقتدرين.

هناك إفطار جماعى تقيمه العائلات فى رمضان، وهذا كان غير موجود فى السابق، كان غداء فقط يوم عيد الأضحى وتوقف. هناك سباق على عمل الخير بين الشباب، محطة سكك حديد دشنا، حولها الشباب إلى محطة السعادة لاستقبال ضيوف الرحمن الصائمين بالتمر والمياه فى رمضان، دشنا عاصمة قرية المراشدة فى السابق، وانتقل انتمائى الإدارى حاليًا إلى مركز الوقف.

وما بين دشنا والوقف نهر النيل، هناك شباب تبنوا اقتراح إقامة كوبرى على النيل يربط المركزين لتسيير حركة التجارة، ورفع معدلات التنمية استغلالا للفرص المتاحة فى كلتا المدينتين، وهو اقتراح كان مطروحًا فى مجلس المحافظة وتوقف، وأدعو من هذا المكان إلى تجديد طرحه لما فيه من عائد اقتصادى مهم، كما يقترح شباب الوقف والمراشدة إنشاء دائرة انتخابية مقرها الوقف وفصلها عن دشنا لانتخاب أعضاء مجلسى النواب والشورى من الوقف وقراها لاستغلال الزيادة السكانية، وبعد الوقف عن دشنا مما يحتاج إلى تمثيل نيابى مستقل.

الوعى السياسى فى الوقف ارتفع لدرجة يستحق هذا الشباب نظرة من الدولة ومن الهيئة الوطنية للانتخابات ومجلس النواب عند إعداد التشريعات الجديدة الخاصة بالدوائر فى تخصيص دائرة مستقلة للوقف، أثناء زيارة خاطفة قمت بها إلى المراشدة قبل ساعات من بدء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ووجدت تحدياً بين الشباب على أن تحصل القرية على المركز الأول فى نسبة التصويت على التعديلات الدستورية على مستوى المحافظة، وفعلاً كان هناك سباق شديد بين قرى مركز الوقف للاستفتاء بنعم على التعديلات الدستورية قال لى الشباب الذين التقيت بهم إن مصر 30 يونيو غير مصر التى كانت قبل 25 يناير، فعلا الصعيد اتظلم فى السابق، وحاليًا يجنى ثمار اهتمام الدولة به، كانت سعادتى غامرة عندما عرفت أن إحدى بنات قرية المراشدة تخرجت فى كلية الشرطة هذا العام، شباب زى الورد، فى كل المجالات وجميع التخصصات يمدون أيديهم للدولة، يؤدون الواجبات المطلوبة منهم، لرد الجميل.