رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

بهاء الدين أبوشقة

إذا كان البشر العامل الرئيسى فى تدهور الأرض وتصحرها، فإنهم أيضًا ضحايا هذا التدهور، ففى الدول النامية يعتبر تدهور الأرض الزراعية وانخفاض انتاجيتها سببًا رئيسيًا فى هجرة أهل الريف إلى المدينة، بما يصاحب ذلك من انتشار المناطق العشوائية فى المدن وحولها وتفاقم مشاكلها البيئية والصحية والاجتماعية والاقتصادية. ولقد أدت هذه الهجرة غير المنظمة من الريف إلى المدينة إلى إعاقة عمليات التنمية سواء فى المناطق الريفية أو الحضرية على حد سواء.

وفى المناطق التى يصيبها الجفاف المتكرر أو الطويل المدى، دفعت هذه الظروف البيئية بمئات الآلاف من الرعاة الرحل إلى الانتقال مسافات طويلة. ففى إفريقيا انتقل كثير من هؤلاء «اللاجئين البيئيين» إلى دول غرب إفريقيا الساحلية، حيث استقروا فى مدن الصفيح والأحياء الفقيرة. ونظرًا لطول وتكرار فترات الجفاف وصل فى عام 1984 عدد من كانوا على حافة الجوع إلى 150 مليون شخص من 24 بلدًا فى إفريقيا الغربية والشرقية والجنوبية. وكان أشد البلدان تأثرًا فى شرق إفريقيا واثيوبيا والصومال. ولم يتمكن كثير من هؤلاء اللاجئين البيئيين - ولا سيما النساء والأطفال والشيوخ- من البقاء على قيد الحياة. وساهم الجوع والأمراض المعدية فى الإسراع بوفاة مئات الآلاف. وتشير تقديرات متحفظة إلى أن جملة الوفيات المرتبطة مباشرة بالجفاف، وتدهور الأرض فى إفريقيا بلغت نحو نصف مليون نسمة بين أعوام 1974 و1984.

وفى قمة الأزمة فى إفريقيا فى الفترة 1984/1985 قدر عدد الأشخاص الذين تأثروا بدرجة خطيرة بتلك الأوضاع بحوالى 35 مليونا فى 21 دولة إفريقية. ويؤثر تدهور الأرض وتصحرها فى قدرة البلدان على انتاج الأغذية. وينطوى بالتالى على تخفيض الإمكانيات الإقليمية والعالمية لإنتاج الأغذية. ولا شك أن خفض الانتاج الغذائى له آثار سلبية على تجارة الغذاء فى العالم، مما قد يلحق أضرارًا بدول نامية فقيرة.

كما تؤثر استخدامات التربة تأثيرًا مباشرًا على معدلات التنوع الحيوى المرتبطة بها. فمثلًا إزالة الغطاء النباتى الطبيعى من الغابات والمراعى لاستخدام الأرض فى الزراعة، يؤدى إلى فقد الكثير من أنواع التنوع البيولوجى. ومن ناحية أخرى يؤدى تدهور التربة إلى آثار غير مباشرة على التنوع البيولوجى، فمثلًا يؤدى تمليح التربة إلى فقد الأنواع النباتية غير المقاومة للملوحة. كما أن الرعى الجائر، خاصة فى المناطق الجافة وشبه الجافة، يؤدى إلى فقد الكثير من أنواع نباتات المراعى التى تأقلمت على الظروف الطبيعية السائدة وخاصة الجفاف والحرارة. بالإضافة إلى ذلك فإن خفض إنتاجية الأراضى المزروعة، باتباع أساليب الإدارة غير الرشيدة يمكن أن يؤدى إلى خفض التنوع البيولوجى الزراعى. ويضاف إلى ذلك أن تلوث التربة من المصادر المختلفة، سواء باستخدام الكيماويات الزراعية أو التلوث بالمخلفات الصناعية أو مياه الصرف الصحى، يؤدى إلى خفض التنوع البيولوجى.

(وللحديثة بقية)

رئيس حزب الوفد