رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

 

ظاهرة الباعة الجائلين تزداد انتشاراً، هم يبيعون كل شىء وأى شىء، دون أن يدفعوا إيجاراً لدكان، أو فواتير مياه وكهرباء، وأيضاً الضرائب!

وهؤلاء منهم من يحمل «نقجة» قماش مبللة بالماء لتحفظ له ما يحمله بالذات من ورق العنب - والآن موسمه - أو «مشنة» سمك بلطى ولو كان فى سبت من الخوص، ومنهم من يبيع عسلا وطحينة أسود وأبيض ووضع كل ذلك على دراجة بعد أن صنع لها مسنداً خشبياً، وهنا الربح يدخل جيبه خالصاً دون أى أعباء.

وهناك عربات الكارو - بحمار، وحصان - يضع عليها ما يشاء من طماطم وبطاطس وكوسة وخيار، وشوية برتقال صيفى وإن تيسر أيضاً بعضا من البصل، ومن المؤكد أن أسعار هؤلاء الباعة تقل كثيراً عن أسعار مثيلاتها فى المحلات، وحتى على الرصيف.

< ولكننى="" -="" فى="" رأس="" البر="" -="" وجدت="" اختراعاً="" جديداً..="" إذ="" قام="" أحدهم="" بتحويل="" «تروسيكل»="" أبو="" ثلاث="" عجلات="" إلى="" دكان="" كامل="" لبيع="" الخضراوات="" والفواكه..="" ماذا="">

قام بتركيب جوانب خشبية على الجانبين بنوع من البروز عرضها يقترب من المترين.. لكل جانب.. ونفس الشىء مع المؤخرة.. وهكذا زادت مساحة هذا الدكان لتصل إلى حوالى ستة أمتار عرضاً مع مثلها طولاً.. ووضع عليها كل ما تتصوره من خضراوات وفواكه.

ولم ينس البائع نفسه.. إذ عليه أن يحمى رأسه وجسده من حرارة الشمس الساطعة، خصوصاً وأنه يطوف بدكانه هذا معظم شوارع رأس البر، صيفاً وشتاء، إذ وضع وصنع مظلة من قماش تحمى مقدمة التروسيكل التى يجلس فيها.. ممسكاً بميكروفون ينادى على بضاعته يعمل ببطارية سيارة مستعملة.

< وهكذا="" يجد="" المشترى="" كل="" ما="" يحتاجه="" من="" طعام="" أمام="" بيته="" دون="" أن="" يكلف="" نفسه="" الذهاب="" إلى="" الأسواق="" العمومية..="" وما="" يتم="" التعامل="" معه="" من="" خضراوات="" وفواكه="" يتكرر="" فى="" رأس="" البر="" مع="" الأسماك="" والجمبرى="" والكابوريا="" وأيضاً="" أم="">

وتذكرت أننى رأيت شيئاً من ذلك فى مدينة كوالالمبور عاصمة ماليزيا وعلى بعد خطوات من مبنى أكبر شركة للبترول هناك، فقط صنع الباعة هناك دكاناً على دراجتين جمعا بينهما بالطاولات المثبتة على الدراجتين، ليحصل البائع على مساحة محترمة يفرش «فرشة» أى بضاعته، وميزة الدراجتين أنه إذا لمح شرطة المرافق.. ينطلق على دراجة منهما ويجلس مساعده على الدراجة الأخرى.. وهات يا فكيك.. وأيضاً ليهرب من ثمن الوقود اللازم لتشغيل التروسيكل.

< فمن="" هو="" الأفضل:="" البائع="" المصرى="" الذى="" حول="" التروسيكل="" إلى="" دكان="" كامل="" أم="" الماليزى="" -="" وأغلب="" الباعة="" هناك="" جذورهم="" صينية="" -="" الذى="" حول="" دراجتين="" إلى="" دكان="" يبيع="" كل="">

حقاً.. للضرورة أحكام، وقديماً قالوا الحاجة أم الاختراع دون دفع أى ضرائب.. أو رسوم أو كهرباء.. وهذا بالطبع فى مصلحة المشترى.. بشرط أن يكون البائع أميناً.