رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

وصل التوتر الشديد بين أمريكا وإيران إلى ذروته مصحوباً بتصعيد الولايات المتحدة للخطاب السياسى وحملة استنفار قصوى شملت توجه حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» إلى الخليج، بالإضافة إلى قطع بحرية وقاذفات استراتيجية من طراز ب 52 وصواريخ باتريوت والعديد من الأسلحة الفتاكة.

وكل هذا الشحن بهدف التصدى لما تدعيه أمريكا بتهديد إيران لها. وهكذا عمد ترامب بدعم من ثلاثى القتل جون بولتون مستشار الأمن القومى، ومايك بومبيو وزير الخارجية ومايك بنس نائب ترامب إلى إحكام القبضة على إيران التى لم تلتزم الصمت إزاء هذا الحشد، وإنما حذرت من مغبة أى تحركات ضدها مؤكدة بأن ردها سيكون مؤلماً. وإمعاناً فى تأجيج المشهد التصعيدى ضد إيران وقع حادث الفجيرة عندما تعرضت أربع سفن تجارية للتخريب فى الثانى عشر من مايو الجارى على مشارف مضيق هرمز.

ولا شك بأن أطرافاً تصور الأمور وكأن إيران تستعد لوقف نقل النفط فى المنطقة، وهى الأطراف التى تسعى إلى جر أمريكا لحرب ضدها.

كل المؤشرات تكاد تجزم بأن طرفاً ثالثاً قد يكون وراء عمليات التخريب بقصد إلصاق الاتهام بإيران ونقل التوتر إلى مرحلة الاشتعال وزعزعة الاستقرار فى المنطقة.

ولا شك بأن إسرائيل هى المستفيدة من وراء ذلك، لا سيما بعد أن ثبت أن «جون بولتون»، و«بومبيو» ينفذان سياسة أملتها الاستخبارات الإسرائيلية، حيث مررت لهما مجموعة من السيناريوهات الافتراضية التى تدعى بأن إيران تخطط لعمليات كهذه.

كما أن إسرائيل تقوم بتزويد أمريكا بمعلومات استخبارية مفتعلة لا تستند إلى حقائق ملموسة وتقوم بالتحريض ضد ايران، وتحرك جون بولتون الذى يعد اليوم أكبر خطر على الأمن القومى الأمريكي.

إنها معركة شرسة يقودها ترامب ضد إيران وازدادت شراسة فى أعقاب انسحابه من الاتفاق النووى فى 8 مايو من العام الماضى، وتطلعه إلى إبرام اتفاق جديد يتضمن فرض شروط إذعان على طهران تشمل وقف برنامج الصواريخ الباليستية، وإحداث تغييرات جذرية فى سياستها تجاه إسرائيل ودول الخليج، ووضع نهاية لوجودها العسكرى فى كل من سوريا والعراق وفصم علاقتها بحزب الله. بيد أن رهان ترامب على ذلك سيبوء بالفشل، فلا يمكن لإيران القبول بشروط الإذعان هذه، لاسيما وأن حصارها بالعقوبات ليس بالجديد، فلقد سبق وخاضته على مدى أربعة عقود ولم تضعف وزادت قوتها العسكرية. كما أنها على يقين بأن أمريكا لو قدر لها ودخلت حلبة الحل العسكرى ضدها فإنها لن تقف مكتوفة الأيدى وستبادر بالرد على أهداف أمريكية متنوعة يكون بالإمكان استهدافها.

ويظل العمل العسكرى مستبعداً، حيث سيكون الأمر خطيراً جداً على الأمن الإقليمى فيما إذا نشبت حرب، ولهذا بادر كبار قادة البنتاجون فحذروا من مخاطر اندلاع حرب واسعة فى المنطقة. كما حذرت تقارير استخباراتية أمريكية من مغبة اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، حيث ستكون لها تداعيات كارثية سيضار منها الجميع. وعليه نقول إنها أشبه ما تكون بالحرب المستحيلة إذ إن وقوعها سيدخل المنطقة والعالم فى براثن كارثة لا قبل لأحد بمواجهتها.