رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكثيرون يرون أن ما حدث فى الفجيرة وأرامكو لا يخرج عن كونه «بروفة» اشتعال الموقف فى الخليج؛ وأنا أرى عكس ذلك على طول الخط، بل هو فصل جديد فى المسرحية الممتدة لسرقة أموال الخليج واستكمالاً لنهب ذلك الضرع الذى وصفه ترامب بأنه سيظل يحلبه مما يشير بقوة إلى أن فى خلف الكواليس يد من يحرك الموقف فى المنطقة ويدعم هذه الحرب وهو المستفيد من المال السعودى؛ وإلا بماذا تفسر أن الناطق باسم جماعة «أنصار الله» ورئيس اللجنة الثورية العليا فى اليمن، محمد على الحوثى، يكتب فى صحيفة «واشنطن بوست» ويرحب به، وتعطى له المساحات (كما يحدث مع معارضى النظام المصرى).

وفى الحقيقة إن أمريكا يهمها تدمير أى نمو اقتصادى فى المنطقة فهى فى الظاهر تتكلم عن رغبتها فى نمو الاقتصاد السعودى وفى الباطن تدعم كل ما يستهدف الاقتصاد السعودى؛ بل إنها استفادت مما قاله حشمت الله فلاحت بيشة رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإيرانى فى 24 أبريل الماضى على تويتر من أن المستقبل سيثبت أن مصادر النفط فى الإمارات والسعودية ستكون الأقل استقراراً على مستوى العالم.

تلك المقولة صال بها الإعلام الغربى وجال بعد حادثة ميناء الفجيرة، وخاصة إذا علمنا أن عملية ميناء الفجيرة دقيقة للغاية وفائقة التخطيط، وهو ما يحتاج إلى قدرات استخبارية وأمنية فلقد تجنّبت بشكل مقصود عدم وقوع إصابات واستهدفت ناقلات فارغة من حمولتها، وكأنها بمثابة رسالة مشفّرة هدفها الأول هو حالة الرعب والهرولة تجاه أمريكا للحماية وليس الحرب، خاصة أن رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى المجلس الإيرانى، أعلن أن الهجمات ربما نفذها مخربون من دولة ثالثة يسعون لزعزعة استقرار المنطقة؛ وبالطبع هو يشير هنا إلى إسرائيل.

وفى الوقت نفسه لم تتهم السعودية ولا الإمارات ولا الولايات المتحدة إيران رسمياً عن العملية؛ وتركت هذا الدور فى المسرحية الأمريكية إلى أحد المسئولين الأمريكيين المقربين من الاستخبارات، ليعلن أن إيران هى المشتبه به الرئيسى فى الاعتداءات لكن لا دليل لدى واشنطن على ذلك!، فتفجيرات ميناء الفجيرة لم يكن الهدف منها إشعال الحرب، بل على العكس لجمت من مسار التصعيد الفعلى واكتفت بالتصعيد الظاهرى، وهو المطلوب لصالح أمريكا وإسرائيل ليبحث المتضررون عن ملاذ ومخرج وحلول وليستكمل مسيرة التصعيد المقصود الذى تقوده أمريكا ضد إيران، ولكنه تصعيد يقف على حافة الهاوية، ولا ينزلق فيها.

ليتكلم العالم عن احتمالات الحرب، وأن الوضع فى المنطقة أصبح على المحك ليصبح الموقف فى المنطقة بمثابة ذريعة أخرى لحلب أمريكا لأموال السعودية؛ فالمطلوب من العمليتين تهيئة أجواء المعركة عبر اتهام إيران؛ رغم أن ما يفعله الأمريكان وطهران وتل أبيب فى الخفاء يؤكد أنه لو كانت إيران وراء تلك العمليات فسوف يتم تجهيل الفاعل؛ وسيكتفون فقط بالشو الإعلامى من خلال تصريح المبعوث الأمريكى الخاص بشأن إيران.

براين هوك: «لا يمكن للإيرانيين أن ينظموا ويدربوا ويجهزوا وكلاءهم، ثم يتوقعوا أن نصدق أن لا دور لهم»، والطريف أنه أعقب ذلك تصريحات أمريكية بأنها تعتقد أن متعاطفين مع إيران ربما هاجموا ناقلات النفط وليس القوات الإيرانية، كل هذا يؤكد أن أمريكا حولت المنطقة إلى عروسة مارونيت تلعب بخيوطها، وهذا ما ستؤكده الساعات التالية وليست الأيام المقبلة فالموقف فى المنطقة يسير بسرعة الأحداث فى أفلام الخيال العلمى الأمريكية.

لذلك علينا تتبع المؤشرات والاتجاهات المحتملة بكل ما فيها من مفاجآت ودراما قد لا تقل خطورة عن انفجارات الأيام الماضية؛ فى ظل المتغيرات التى ستحدث فى المنطقة، وتكتسب زخماً مضاعفاً فى توقيتها الزمنى الذى يلعب لصالح المصالح الأمريكية لتصبح «بروفة» جديدة فى أحد فصول النهب الأمريكى لشعوب المنطقة.