رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلنا إذا كان توجه الانحياز الأمريكى للكيان الإسرائيلى ليس جديداً فى السياسة الأمريكية فى التعاطى مع مشكلة الشرق الأوسط، حيث تسابقت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على خطب ود إسرائيل منذ قيامها على حساب حقوق الشعب الفلسطينى قبل واحد سبعين عاماً، فإنه فى الوقت نفسه معظم الرؤساء الأمريكيين منذ «هارى ترومان» حتى «باراك أوباما» يحرصون على عدم قطع (شعرة معاوية) مع الجانب العربى، لكن ترامب يمارس مظاهر انحيازه بصلافة ويجازف بمستقبل المصالح الأمريكية فى العالم العربى متصوراً أن العرب أصبحوا فى وضع يفتقد للقوة وهو المنطق الذى بنيت على أساسه هذه الخطة، ومهما كانت درجة المصداقية فى حقيقة هذا التصور، إلا أن العقل العربى مازال يعى أهمية أن تكون هنالك إرادة سياسية جماعية فى لحظات الخطر، وهو الدرس الذى تعلمناه من التاريخ فى المدى المنظور ومن خلال قراءة واعية له نستخلص قاعدة مهمة هى أن الخطر يجبر على الاصطفاف والتوحد ففى حرب أكتوبر 1973 ولحظة إدراك أن العرب أصبحوا لا يحاربون إسرائيل فقط إنما الحرب الحقيقية كانت مع الولايات المتحدة قرروا التوحد، ولا يمكن أن ننسى قيام العاهل السعودى آنذاك الملك فيصل باستخدام سلاح البترول فى المعركة، الأمر الذى جعل الإدارة الأمريكية تعيد حساباتها من جديد بما لا يضر بمصالحها التى أصبحت عرضة للخطر مع استمرار انحياز واشنطن للجانب المنهزم فى الحرب وهى إسرائيل.

 ولهذا قد تجبر الخطة الأمريكية فى الشرق الأوسط العرب على تجاوز حالة الضعف والغفلة، خاصة أن مستقبل ومصير الشعب العربى من المحيط إلى الخليج، غير قابل للمساومة، مع الوضع فى الاعتبار أن ترامب يحمل فكراً عنصرياً تجاه كل من هو غير أمريكى، ما جعل مبعوثه «جيسون جرينبلات» للسلام فى الشرق الأوسط يعترف بأن الصفقة هى أيضا جزء من المصالح الأمريكية وليست متعلقة بالسلام فقط فى المنطقة.

ويدلل جرينبلات على هذا الطرح بما حدث بالنسبة لمرتفعات الجولان والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل على حد قوله وهو اعتراف ضمنى بأن أمريكا تقف صراحة معارضة للمصالح العربية، ورغم ذلك يدعو «جرينبلات» الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دراسة الخطة التى يؤكد أنها تعتمد أسلوب التفاوض المباشر.

والسؤال إذن هل تعنى الخطة الأمريكية العودة إلى المربع صفر وعدم البناء على خطوات السلام السابقة التى سعى لها الرئيس السادات منذ عام 1979؟

أعتقد أن الإجابة بـ«نعم» وفق معطيات السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، ويبقى سؤال على قدر من الأهمية: ماذا عن الفعل العربى تجاه هذه الصفقة التى يتم الترويج لها دون الكشف عنها؟، أم أن العالم العربى سينتظر حتى يتم الكشف عن خطة السلام الأمريكى!

نافلة القول لا خلاف على أن المشهد العربى- رسمياً وشعبياً- يعبر عن رفضه مقدما للسلام على الطريقة الأمريكية حتى الآن، وأظن أن الصورة لن تتغير كثيراً بعد كشف النقاب عن تفاصيل وأطراف صفقة القرن المشبوهة بعد عيد الفطر دعونا ننتظر!