عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تعودت أن أنام بعد صلاة الفجر، خاصة فى شهر رمضان، وتعودت أن أغلق التليفون فى هذا الوقت المتأخر من الليل بعد سلسلة من الأخبار السيئة التى كنت أتلقاها والناس نيام، وكانت تنقل لى أنباء وفاة الأحباب، لكن فى هذه الليلة ذهبت إلى فراشى قبل الفجر، وتركت التليفون مفتوحاً.

واستيقظت على رنينه، وجاءنى صوت لم أسمعه منذ سنوات، إنه صديقى دفعة السلاح فى القوات المسلحة، سافر إلى الخارج، وعاد بأسرته ليقضى الباقى له من الحياة وسط أهله كما قال، ويستقر بالأنباء. وبعد السلامات سألنى سؤالاً مفاجئاً على غير مجرى الحديث الذى كان يدور بيننا، قال: قرأت التعديلات الدستورية الجديدة، فاعتدلت فى مكانى، ونهضت من السرير، وفركت عينى، وسألته، خير، هو فيه تعديلات دستورية جديدة غير التى تم الاستفتاء عليها. قال لا: قلت ماذا تقصد بالجديدة، كان صديقى واضحاً أنه يريد أن يطيل المكالمة، ويقنعنى بأنه ملم بالأوضاع السياسية، كما كان يدعى أيام الدراسة، منحته فرصة لإعادة ترتيب سؤاله، فقال أنا كنت أتمنى حذف المادة الدستورية التى كانت تطالب بإجراء حوار مع الإخوان، رديت عليه: لا توجد مادة فى الدستور تتحدث عن ذلك، فزاد من إصراره، وقال أنا عاوز أحذفها، قلت له خليك معى على الخط ثوانٍ، وتناولت الدستور من فوق المكتب ورجعت إلى المادة الانتقالية رقم 241، تقول: يلتزم مجلس النواب فى أول دور انعقاد له بعد نفاذ هذا الدستور بإصدار قانون للعدالة الانتقالية يكفل كشف الحقيقة والمحاسبة واقتراح أطر المصالحة الوطنية، وتعويض الضحايا.

قرأت المادة على صديقى، وقلت له: تقصد هذه المادة، قال نعم: كنت عاوز ألغيها فى التعديلات الدستورية الحالية لأنه يجب ألا نتصالح مع الإخوان، قلت له وأنا معك، لكن هذه المادة لا تقصد الإخوان، أما عن التصالح فإن الرئيس السيسى قال إنه شخصياً لا يملك التصالح، وانما الشعب المصرى هو صاحب القرار فى ذلك، وسألت صاحبى: تفتكر الشعب يوافق على التصالح مع الإرهابيين الذين أراقوا الدماء البريئة وحاولوا تسليم البلد تسليم مفتاح إلى قطر وتركيا، وتعاملوا مع الأرض على أنها حفنة تراب، وقالوا «طظ» فى مصر، هل الشعب يقبل التصالح من الذين قتلوا أبناءنا وإخواننا من الجيش والشرطة، ويتموا أطفالهم ورملوا نساءهم، وأثكلوا أمهاتهم، هل الشعب يتصالح مع إرهابيين حاولوا إسقاط مصر، وتقسيمها وبيعها لمن يدفع لهم الثمن، هل يتصالح الشعب مع جماعة تحاول تسخير الدين لخدمة مصالحها، وتساوم الشعب على أن تحكمه أو تقتله.

رد على صاحبى قائلاً: حيلك.. حيلك، أنا كنت عاوز أنسف هذه المادة فى التعديلات الدستورية الأخيرة، قلت له وأنا أتثاءب من شدة احتياجى إلى النوم: يا أخى وأنا معك، لكن ثق لن يتصالح الشعب مع الإخوان الإرهابيين، ولا وجود للإخوان فى مصر، فهؤلاء جماعة إرهابية ليست لها أية حقوق فى مصر بلد الأمن والأمان، وهى بلد الآمنين، أما الإرهابيون فلا يوجد لهم مكان بيننا، اطمئن إلى أن نلتقى، وحمدًا لله على السلامة من بلاد الغربة.

قبل أن أنهى المكالمة، قلت له: هل أدليت بصوتك فى التعديلات الدستورية؟، قال: نعم، وقلت نعم، بس كنت عاوز ألغى هذه المادة: قلت له: تانى؟!