رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

- يبدو أنه لم يكن كافياً أن نقرأ فى المدرسة - فى العصر الذهبى للتعليم - قصيدة «شوقي»:

برز الثعلب يوماً فى شعار الواعظينا -فمشى فى الأرض يهذى -ويسب الماكرينا -ويقول الحمد لله إله العالمينا.

 ما مناسبة نظم القصيده؟  لا أعرف ! كل ما أعرفه هو أننا لم نتعلم المعنى الحقيقى لقصيدة شوقى ! ربما حفظناها عن ظهر قلب، لكننا لم نتعلم منها ما أرادنا أن نتعلمه. إنها الحكمة البليغة فى أبيات قصيدة سهلة وسلسة ولكنها فى نفس الوقت ملغزة وعميقة.الثعالب ليست مسجونة فى حدائق الحيوان، وليست طليقة فى الفيافى والقفار،ولكنها أيضاً تجتاحنا فى كل وقت وتدهشنا إلى حد الصدمة بوجودها فى الحياة..ترتع وتلعب بيننا، وإن ارتدت ثياباً غير «كاكولة» الواعظين! فهى تتوشح بثيابٍ تتسق مع كل مشهد. تتلون بما يكفى من الأطياف السبعة التى نعرفها، لتنصب فخاخها التى تنال بها مآربها. قد ترتدى «كاكولة» الواعظين، أو السموكن أو التوكسيدو.. حسب مقتضيات الهدف الذى تروم افتراسه. ترتدى كل هذا مع «الرفايع» الأخرى لزوم الشغل: البابيون أو الكرافتة الملونة، سيلك أو سنييه، مع منديل فى جيب الجاكيت وربما «لطعت» شيئاً آخر فى عروته العليا! تكتمل الأبهة الثعلبية - أو عدة الشغل - بالحذاء الأجلاسيه اللميع، وهى ناقصة بالضرورة من دون تلك  الضحكة المميزة، والقهقهة التى تسرى بين كل جملة وأخرى! ابتسامة الثعلب ليس كمثلها شيء.مميزة.. لكنك حتى وإن كنت قرأت قصيدة شوقى أو حتى حفظتها  سوف تخطئها، فالثعالب لا يفل ثعلبيتها سوى ما يسمونه بـ«لؤم الفلاحين» ! الفلاح «الأرارى» وحده هو الذى يفل ابتسامة الثعلب المرقطة كما جلد الثعبان. ثعالب هذه الأيام تجدهم فى كل مكان أحرارًا طلقاء يسرقون منك الحياة. لا يفرق معهم وفاء عرف بأنه من شيم الكلاب فقط، ولا يفرق معهم «عيش وملح » تواضع البنى آدمين من أزمنةٍ سحيقة على أنه أغلى وأنبل قيمة لا يمكن للبشر تجاوزها وخيانتها مطلقاً، وكانت العاصم الوحيد من سقوط الصداقات والمحبات والوفاءات والولاءات سقوطاً مريعاً. ثعالب هذه الأيام تأبى أن تبقى على حالها «الثعلبي»، فهو لا يكفى لتلبية متطلباتها،فكان أن «تثعبنت» أيضاً! لم يكفها «التثعلب» فاكتسبت قوة توحش إضافية بالتثعبن! تموء الثعالب وتتلون كالرقطاء وقد تثغو أيضاً ثغاء القطط وتنوح نواح الكلاب، إمعانا فى التلون والكذب.. فلا يكفيها ولا يشبعها سوى الحصول على هدفها. الثعالب تعظ، وتوهم الناس بأن لها ديناً ولديها قيمًا وتتمتع بالنزاهة والأخلاق والشرف. تبدو فى كل الحلل والثياب والأبهة الثعلبية - الثعبانية، بحثاً عن أكل عيشها على حساب الآخرين. ثعالب تقتات على طيبة الناس أو «عَبَطِهم» أو خيبتهم التقيلة.يوهمونهم بالأبهة الثعلبية أنهم «شبعانين» ويطعمون أولادهم من حلال، ولا يسرقون ولا ينصبون على الآخرين، ويعظون عن الفضيلة والأخلاق والشرف، ويحلفون بأغلظ الأيمان بأنهم سوف يحفظون العهود ويردون الأمانات وأنهم لا ينامون الليل خوفاً من الفشل وضياع حقوق الناس الذين استأمنوهم عليها! يحدث ذلك بينما هم يستحلون أموال الأولاد الصغار ليطعموا اولادهم وكبارهم من حرام، وسط قهقهاتهم وابتسامتهم العريضة وأيمانهم المغلظة بأنهم يؤدون الأمانات ويحفظون الحقوق! ثعالب متثعبنة متوحشة لكنها لا تشعر بقبحها كما فضحها شعر شوقى بك: مخطئ من ظن يوماً أن لـ«الثعلب» ديناً!