رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

جاء شهر رمضان هذا العام، حاملا العديد من التغيرات علي الساحة الاعلامية. فقد خلت دراما هذا العام من العديد من الاسماء التي ارتبط بها جمهور المشاهدين في مصر والوطن العربي لسنوات عديدة ومنهم  عادل إمام ويسرا وليلي علوي ويحيى الفخراني وغيرهم كثير من كبار النجوم المصريين من ممثلين ومؤلفين ومخرجين. كانت البداية بقرار علوي من الجهة الانتاجية التي تحتكر حوالي ثلاثة ارباع السوق بتقليص عدد المسلسلات المنتجة لهذا العام الي حوالي خمسة عشر عملا، بعد أن كان الرقم يدور حول خمسين عملا، غير عابئة بجيوش العاملين الذين يعتمدون في رزقهم علي الانتاج الدرامي، والذين أدي هذا القرار الي انضمامهم الي طابور العاطلين في الموسم الذي ينتظرونه من عام الي عام. وفي نفس الوقت جاءت الاعمال الجديدة التي خلت من كبار النجوم باهتة، لا لون لها او طعم وغير قادرة علي اجتذاب مشاهدين، خاصة أنها تستند الي نصوص ضعيفة تفتقر الي المقومات الدرامية السليمة.

إن مشاركة النجوم السوبر في الاعمال الدرامية تحمل في طياتها نوعا من الضمانة لجودة العمل. فمن ناحية يتمتع هؤلاء النجوم بذائقة فنية عالية، كما يتميز كثير منهم بثقافة واسعة، تمكنهم من الحكم علي الأعمال التي يقبلون المشاركة فيها، ولذلك يقبل الجمهور علي مشاهدة هذه الأعمال لثقتهم في قدرة نجمهم أو نجمتهم المحبوبة علي اختيار الاعمال التي يشارك فيها. واضافة الي ذلك فإن ما يتمتع به هؤلاء النجوم من وهج وجاذبية تضيف الي نجاح هذه الأعمال، وهو ما تفتقر اليه اعمال هذا العام بشكل إجمالي. إن جلوس نجوم مصر الكبار من مؤلفين وممثلين ومخرجين في مقاعد المتفرجين هذا العام، الي جانب بطالة الأعداد الغفيرة  من الممثلين والكومبارس والحرفيين العاملين في الاستوديوهات، الذين تعتمد أرزاقهم علي صناعة الدراما التي تعد أحد المقومات الرئيسية لقوة مصر الناعمة تعتبر مأساة لا بد من بحث أسبابها والتعرف علي أبعادها حتي لا تتكرر في المستقبل.

وهناك جانب آخر من الجوانب التي برزت في الاعمال الدرامية التي قدمت في رمضان هذا العام، وهو تقديم عدد كبير من الاعمال التي يفترض انها كوميدية، وهي أبعد ما تكون عن الكوميديا. فهي تتمتع في معظمها بكم هائل من التفاهة وثقل الظل، ولذلك لا تفلح معها محاولات الممثلين للإضحاك، بل علي العكس كلما زادوا من الاستظراف نفر المشاهدون منهم واسرعت ايديهم الي الريموت طلبا للنجاة.  وخلال التنقل بين القنوات يصطدم المشاهدون باحتلال الاعلانات لكل الشاشات في نفس الوقت. والعجيب أن إعلانات هذا العام تتلخص في كم محدود من المعلنين ولكنهم يصرون علي ملاحقة المشاهدين بالإعلان عن بضاعتهم مرات ومرات وكأنما يتمتعون بالإعلان مجانا. إن مأساة الطوفان الاعلاني الذي يغرق الشاشات المصرية في شهر  رمضان تصل الي حد الملهاة. فمن ناحية، تفسد هذه الاعلانات علي مشاهدي الدراما ما تبقي لهم من متعة المشاهدة، وفي نفس الوقت يؤدي انصراف المشاهدين عن الاعمال التي يتابعونها الي خسارة المعلنين الجمهور الذي يستهدفونه. فلا الدراما كسبت، ولا الاعلانات ربحت، وتستمر الملهاة. واذا ما افلت المشاهد في جولته مع الريموت من فخ الاعلانات، فاغلب الاحتمالات انه سيقع في فخ برامج المقالب. وتتفوق هذه علي ما تسمي بالأعمال الكوميدية في أنها يتفوق زيفها علي سخفها. ويشارك في هذه البرامج عدد من الفنانين والرياضيين الذين يقبلون علي أنفسهم الحط من مكانتهم وحب الجماهير لهم نظير بضعة دولارات تدفعها هذه القنوات التي تعمل علي تسطيح العقل العربي وإلهاء الجماهير بمثل هذا الغثاء من البرامج التي ينفقون عليها الكثير حتي تستمر المأساة…الملهاة.