عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

واحد وسبعون عاماً ولا تزال النكبة الفلسطينية مستمرة.. نكبة فصولها تتلاحق على مدار أكثر من سبعة عقود، لشعب أصبح ضحية لأكبر عملية تطهير عرقى ممنهج فى التاريخ الحديث.

لم تسقط من ذاكرة الأحرار، والشعوب ما حدث فى الخامس عشر من مايو عام 1948، عندما تم تهجير أكثر من 800 ألف فلسطينى، هم أهالى 1152 مدينة وقرية وضيعة.. طُردوا قسراً من قراهم وبيوتهم، لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم، وآمال العودة إلى الديار فى يوم من الأيام!

منذ إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين فى ذلك التاريخ البائس، بدأ فعلياً ورسمياً غرس جذور الصهاينة، لتبدأ منظومة التيه والشتات والمأساة التى ما زالت تفرزها النكبة، لتغيير كل ما يمت إلى تاريخ فلسطين وجغرافيتها بصلة.

خلال عقود طويلة، تعددت المبادرات والحلول المطروحة التى تنكر لها الاحتلال «الإسرائيلى»، خصوصاً القرارات الدولية 181، و194، و242، 338.. وغيرها من قرارات أممية ومبادرات تم اغتيالها بدم صهيونى بارد.

ورغم توقيع عدة اتفاقيات اختلفت مسمياتها، من كامب ديفيد، مروراً بأوسلو ووادى عربة، وليست انتهاءً بجولات الحوار و«المهرجانات» الإقليمية والدولية برعاية «الحليف الأمريكى غير النزيه»، لم يتحقق أى تقدم يُذكر فى عملية تسوية مزعومة منذ النكبة وحتى الآن.

بكل أسف، خلال سنوات ممتدة، تتمادى سلطات الاحتلال الصهيونى المتعاقبة فى غيِّها وطغيانها وعدوانها، كما لم تتوقف فى أى لحظة عن مصادرة الأراضى والبيوت الفلسطينية وتهويدها لبناء وتوسيع المستعمرات وجدار الفصل العنصرى.

لم يكتفِ الصهاينة بذلك، بل لجأوا إلى سياسة العقاب الجماعى وزيادة الحواجز فى الضفة الغربية المحتلة، وتشديد الحصار على قطاع غزة لتدمير البنية التحتية والمجتمعية، وتفكيك بنية المقاومة، إلى جانب فصل وعزل سكان فلسطين عن حقوقهم وممتلكاتهم الحيوية اليومية وحرمانهم من التواصل مع عمقهم الاجتماعى الفلسطينى والعربى والإسلامى.

كما يمكن ملاحظة أن الاحتلال الصهيونى الفاشى خلال واحد وسبعين عاماً استخدم لبلوغ مقاصده، أساليب خبيثة من الترهيب والترغيب، لجعل الجاليات اليهودية الموزعة على دول العالم تأتى إلى فلسطين لتقيم المستوطنات وتقضم الأراضى العربية الفلسطينية شيئاً فشيئاً.

الآن.. بعد مرور تلك السنوات الطويلة على بداية نكبة الأمتين العربية والإسلامية فى فلسطين، يلوح فى الأفق أحد أهم الفصول الجديدة للنكبة، وهو «صفقة القرن»، التى لم تعد مجرد فكرة أو خيال، بل أصبحت واقعاً قريباً.. ربما قبل نهاية العام الجارى!

تلك الصفقة المشئومة وتسريباتها، بدأت دلالاتها ومؤشراتها منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيساً للبيت الأبيض، وتوقيعه على قرار نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ثم وقف دعم الأونروا، والاعتراف مؤخراً بالسيادة «الإسرائيلية» على الجولان السورى المحتل.

نتصور أن السيناريوهات المحتملة فى ظل اشتعال الأزمات بالمنطقة ربما يرجح فرضية أن الصفقة آتية لا محالة، وهذا ما تؤكده شواهد كثيرة، أولها ذلك الرضوخ الكامل والانصياع المهين للأمريكان، وتسارع وتيرة التطبيع العلنى الفج، وكذلك تصدير فكرة «الأعداء المحتملين» إيران وتركيا وقطر.. وأخيراً الانقسام الفلسطينى المستمر بين فتح وحماس!

إذن، بعد واحد وسبعين عاماً على نكبة القرن المستمرة حتى الآن، وما وصل إليه حال العرب من ضعف وهوان وانقسام وحروب وتحالفات هشَّة وتطبيع مجانى، لم يعد هناك أى شىء قابل للنقاش أو المساومة أو المناورة.. أو حتى للبيع!

[email protected]