عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

العاشر من رمضان 1393 الموافق 6 اكتوبر 1973.. لم يكن هذا التاريخ تحديدًا يومًا عاديًا لدى العالم من اقصى الغرب إلى أقصى الشرق... فهو اليوم الذى خرج فيه الأسد العربى من عرينه ليزلزل الأرض تحت أقدام الصهاينة ومن أتوا بهم ومن زرعهم ومن دعمهم بوعد بلفور ومن أمدهم بالمال والسلاح وبكل ادوات الدمار الشامل ليغتصبوا ارضا عربية.. كان يوم أسود لكل الصهاينة الذين تجمعوا أشتاتا من كل بلاد العالم.

 سبحان الله تحول عيد الصهاينة إلى يوم اسود فى حياتهم فى الوقت الذى تحول هذا اليوم إلى عيد للامة العربية بأسرها.

العاشر من رمضان السادس من اكتوبر، كان يوم تضميد الجراح بل كان يوم شفاء الامة العربية من جراح 1967، والعدوان الثلاثى فى 1956 وحرب 1948 وضربات العمق التى وجهها العدو المغرور المدعوم بكل حقد انظمة الغرب والحكومة الأمريكية.

كان السادات عبقريا عندما عرف وتأكد ان الجبهة الداخلية هى السند بعد الله سبحانه وتعالى، فصدر خطاب الطمأنينة لشعب أبى حر لا يجب ولا يجوز ان يحكم الا ببناء الانسان واللبنة الاولى فى بناء الانسان هى كرامته كانسان وحريته كمواطن.

إن كلمات الزعيم الوطنى أحمد عرابى أمام الخديو، هى المعبرة عن طبيعة الشعب المصرى عندما قال مقولته الشهيرة «لقد خلقنا الله احرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا» فكانت ضربات انور السادات فى جدران سجن ابو زعبل وحرقه لشرائط التسجيلات  إعلانا عن انتهاء دولة الخوف وترهيب الشعب.. فالشعب الحر هو من يبدع وهو من يموت فداء حبات تراب الوطن... ثم توجه للجيش فاستكمل منظومة البناء وأعاد ترتيب الصفوف.. واستدعى قادة ورجال قادوا النصر تحت راية الله اكبر، وكان منهم الفريق يوسف عفيفى قائد الفرقة 19 فى حرب 1973 والتى كان لها دور مشهود هى وكل فرق وأسلحة وجيوش القوات المسلحة.. وهذا الأمر يتطلب منا التدبر كيف استفاد وفعل السادات دور هذه القيادات ووظف طاقتها للوصول إلى النصر.. كيف وحد العرب فى اتجاه الحرب بعد ان نسق مع الجبهة السورية.. فكان سلاح البترول بقرار من الملك فيصل رحمه الله وكم كانت عبقرية ووطنية القادة العرب فى رهن مقدرات بلادهم تحت أمر دعم الجيش المصرى بأى سلاح؟.

 ويذكر هنا الزعيم الجزائرى العظيم هوارى بومدين وكل الدول العربية.. كيف كان حرص العبقرى انور السادات فى استثمار سلاح الاعلام الوطنى الصادق الحر غير الخاضع أو الموجه لترديد أكاذيب وخداع الشعب.. كم كانت مصر عظيمة عندما هبت بكل أطيافها وبكل أيديولوجياتها المختلفة تحارب العدو الصهيونى وتلحق به اكبر وأول هزيمة.

سيظل العاشر من رمضان 1393 السادس من اكتوبر 1973 راية الفخر والنصر للأمة العربية.. وسيكون مرجعية لكل شعب حر وإرادة حرة بأنه عندما تتحرر الشعوب من الخوف تبدع ويتحول إبداع ابنائها إلى نصر فى كل مجال.. تحية إلى شهداء ومصابى الحروب التى خاضتها مصر ضد العدوان الصهيونى على مر التاريخ .. متمنيا أن أى احتفال فى أعياد النصر يكون ابناء واحفاد هؤلاء فى مقدمة الحضور كرسالة للدنيا أن ابناء وأحفاد من استشهدوا أو اصيبوا أو انتصروا هم حبات العيون وفلذات الاكباد.. ولن يتجاهل ابدا الشعب العربى أن العدو الصهيونى سيظل العدو الاول طالما أن هناك شبرا واحدا من الأراضى العربية محتلا.