رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

تغيرت الأديان فى مصر أكثر من مرة.. من العبادات الفرعونية الى المسيحية، ومرة أخرى من المسيحية الى الإسلام.. وكذلك اللغة تغيرت من المصرية الهيروغليفية، الى القبطية ثم العربية.. لكن الثقافة المصرية والعادات والتقاليد الشعبية، والطقوس والممارسات الاجتماعية ظلت واحدة لم تتغير.. وظل المصرى هو هو لم يتغير، مع أن كل اجناس الشعوب، التى جاءت إليه تحت اسم الغزو أو الفتح، تغيرت!

المصرى كان يعرف الصوم ويصوم قبل الاسلام، ولما دخل المسلمون أرضه عرف منهم الصوم الإسلامى فى شهر اسمه « رمضان» فى تقويم جديد يختلف عن التقويم الفرعوني، او القبطى أو الروماني.. ولأنه اعتاد على التعامل مع كل ثقافات العالم والشعوب، واحترف، بقدرة عجيبة، تمصير كل ثقافات العالم، وهو جالس مكانه فى هدوء على ضفاف النيل.. تعامل مع شهر رمضان بطريقته الاحتفالية والاستعراضية عند ممارسة الطقوس الدينية.. سواء داخل المعابد الفراعنة، أو الكنائس القبطية، وكذلك فى الكنيس اليهودي.. ولم يختلف الوضع أيضاً مع المسجد الإسلامي.

وكان، ومازال، شهر رمضان مع المسلمين الأوائل، فى الجزيرة العربية، هو الامتناع عن الطعام والشراب فى النهار، والافطار بعد آذان المغرب ثم لا شيء.. وهذا طبعاً لا يصلح مع المصري، فاحتفلوا بالصيام فى شهر رمضان، واحتفلوا فى العيد، وفى مولد النبي، وفى الحج اثناء خروج المحمل بكسوة الكعبة.. فهو يحتفل فى كل لحظة وكل يوم، ومع كل شيء يفعله.. فهو يغنى وهو يزرع ويغنى عندما يحصد، ويغنى ويرقص عندما يتزوج، وعندما يرزق بطفل ويحتفل بعد أسبوع من ولادته.. وبالطبع فى كل الأعياد.. شم النسيم، وفاء النيل، حتى فى الموت يحتفل، ولا يكتفى بالعزاء على المقابر، ويستمر العزاء فى المنزل ثلاثة أيام مع تلاوة القرآن الكريم، والانشاد، وبعد 15 يوماً يقيم كذلك عزاء، وبعد أربعين يوماً يقيم عزاء ثالثاً.. وهى عادات فرعونية استمرت مع القبطية ثم الإسلامية بدون تغيير حقيقي، سوى فى اسم الدين!

ورغم أن عالم المصريات الاثرى زاهى حواس، يؤكد أن الفراعنة لم يعرفوا الصيام، ولكنهم مارسوا العادات التى تعودنا عليها خلال شهر الصيام.. وإن الطبيب المصرى القديم قال بأن بيت الداء فى جسم الإنسان هو المعدة، وكان ينصح مرضاه بترك جزء من معدتهم خاوية يعنى «ثلث لطعامك، وثلث لشرابك، وثلث لنفسك».. إلا أن الدكتور وسيم السيسي، وهو أستاذ جراحات المسالك البولية، ولكنه باحث مرموق فى تاريخ مصر القديمة. يؤكد أن المصريين القدماء كانوا يصومون، وأن كلمة صوم كلمة مصرية قديمة من « صاو» أى امتنع أو كبح «قاموس د. بدوى وكيس: ١٩٨» أما حرف الميم فمعناه من أو عن... فتكون « صاوم» أو صوم معناهما امتنع عن الطعام أو الشراب أو الكلام! بل ويذهب أبعد من ذلك بقوله بان المصريين كانوا يصومون ثلاثين يوماً مثل شهر رمضان.. وللكلام بقية!

[email protected]