رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

«كانت أمتنا بحاجة إلى بطل ، وقد قدمت لها هذا البطل».

هذه الجملة بتوقيع الكاتب الجميل صالح مرسي، صاحب أشهر روايات الجاسوسية .وقد قالها لى «عم صالح » ذات ليلة وأنا أحاوره فى بيته بالمهندسين، فى ختام تكريم جريدة الانباء الكويتية ( ممثلة فى مكتب القاهرة، زمن مديره الراحل جميل الباجورى طيب الله ثراه) فى أثناء تولى «الفذ» يحيى حمزة إدارة تحريرها . كان عم صالح يحصد  ثمرة إبداعه ونجاحه فى تأليف القصة وكتابة السيناريو والحوار للمسلسل التليفزيونى الأشهر «رأفت الهجان»، الذى حقق نسبة مشاهدة عربية عالية جدا، حيث كانت الشوارع فى مصر والبلدان  العربية  تخلوا من المارة فى موعد عرض المسلسل ،ووقتها لم يكن الناس يعرفون الفضائيات والدش ، مايعنى ان هذه التليفزيونات اشترته و تعرضه فى وقت واحد مع التليفزيون المصرى . وهى حالةٌ لم يشهدها الشارع العربى منذ عصر الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر، حيث كان الشعب العربى من المحيط الى الخليج «يتسمر»  امام التليفزيون للاستماع الى خطبته .

حوارنا استغرق اكثر من 6ساعات فى منزله ، حتى أنه كان يمدنى بشرائط غنائية مسجله لأسجل عليها بعد ما نفدت ذخيرتى من الشرائط .وكشف لي  كواليس المسلسل وما جرى فيه ، وماحدث من صراع بين النجوم على الفوز بالدور ، فقد كان الزعيم  عادل امام  راغباً فى بطولته ،لكنه فوجئ ذات يوم بالفنان نور الشريف وهو فى ملابس وماكياچ رأفت الهجان، ولكن الدور ذهب إلى بطله الذى استحقه  محمود عبد العزيز !وحسبما روى لى عم صالح فقد كان  يجد نفسه متوحداً مع بطله ، وضبط نفسه فى أحيانٍ كثيرة وكأنه  يراه ويتحدث إليه فى «بلكونة بيته»!بل  وفى غرفة مكتبه ،وحتى فى الشاليه الخاص به! «رأفت الهجان» وفقا لرواية عم صالح هو أول عميل مصرى تزرعه المخابرات المصرية  فى قلب إسرائيل، بينما كان جهاز المخابرات العامه المصرية لايزال يحبو ، ويبدأ أولى خطواته  فى الجمهورية الأولى !

كانت «الانباء الكويتية» قد اشترت حقوق نشر الرواية ، ورأت تكريما للهجان ومؤلفه أن تختتم  الحلقات بحوار أجريه مع العم صالح ، وبالتحاور مع الممثلين من ابطال العمل ، وكان من نصيب زملائى انهم التقوا بالنجوم الذين جسدوا أدوار ضباط المخابرات الذين اكتشفوا وخططوا لزرع الهجان فى اسرائيل ودربوه على العمل الاستخباراتى ، فيما استضفت انا الفنان احمد ماهر الذى قام بدور ضابط مخابرات اسمه فى المسلسل مصطفى عبد العظيم ،ولعب نبيل الحلفاوى دور الضابط  محمد نسيم الملقب بقلب الأسد( و المعروف فى المسلسل باسم نديم هاشم ) ومنهم من التقى يوسف شعبان الذى كان مكتشف رفعت الجمال ومدربه وزارعه فى قلب إسرائيل .وفوق ذلك أتيح للصحافة أن تلتقى ضباط المخابرات الذين اكتشفوا الهجان ودربوه وأداروا مهمته  فى اسرائيل.وروى الضباط  بطولات  «رأفت» وكان من  بينها موعد عدوان يونيو67 وتصميمات خط بارليف .ومع ذلك فإن الأستاذ هيكل  قال فى حلقاته التليفزيونية إنه« لم يكن لنا عملاء لهم قيمة داخل إسرائيل إلا فى المسرحيات والمسلسلات»؟حتى الآن لانعرف لماذا قال الأستاذ ذلك،  وهل كان «هجان مرسي»وهماً وخيالاً، أم أنه كان حقيقةً حرمنا منها الأستاذ هيكل؟