رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

في مقالتي السابقة عن اللاجئين ذكرت ان التواجد البشري غير الأوروبي علي الأراضي الأوروبية أصبح يُثير الحساسية أكثر من أي وقت مضي، ويُخرج المستور، واستعرت لعنوان الحلقة الأولى من هذه السلسلة عنوان كتاب صدر حديثاً للزميلة الصحفية الهولندية «ليندا بولمان»: لا أحد يريدهم في أوروبا، حيث سبرت جوانب سياسية واجتماعية دون تردد في كشف اللعبة الأوربية، وعمليات الطرد والجذب التي تخضع لأهواء سياسات حكومات الدول الأوروبية وفق ما تقتضي مصالحهم، تلك اللعبة التي بدأت تظهر جلية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية».

انها نماذج غاية في الجنون على عدم الإنسانية في زماننا هذا، أن تتحكم قطع من الورق تحمل ختمًا تُحدث الفرق بين الحياة والموت.

في شهر يناير عام 2017 شاهدت علي شاشة التليفزيون «حالة غرق» في مدينة البندقية الإيطالية لشاب صغير طالب لجوء، بدت ملامحه أفريقية اتضح فيما بعد انه من «جامبيا» ويبلغ من العمر 22 عامًا، بينما كان المارة والركاب الأوروبيون على متن قوارب النزهات المائية والمارة على الجسور يضحكون ويصرخون ويصورون حالة موته بالهواتف المحمولة.

وقالت كثير من وسائل الاعلام الأوروبية فيما بعد تدافع عن المأساة الانسانية المُخجلة ان الشاب انتحر بإرادته.

من المُفترض ان السياسة الأوروبية المُشتركة للاجئين تنص على عملية توزيع نسبي للأعباء، لكن هذا لم يحدُث قط في تاريخ الاتحاد الأوروبي، فأعضاء الاتحاد بدوله الـ 27 يراقبون بعصهم البعض، وتلقى تلك الدول بالمسئولية على جيرانها، وتارة أخرى على الدول التي تدور فيها الحروب والصراعات المسلحة، ويبقى الملف دون حسم، تفتح أوراقه بين الحين والآخر، تستخدمه الأحزاب السياسية الأوروبية حسب مصالحها، خاصة «اليمينية المُتطرفة» التي تستغل مناخ كراهية الأجانب في أوروبا، ذلك المناخ الذى هي ذاتها ووسائل الاعلام التي تدعمها تروج له من أجل كسب مزيد من أصوات الناخب الأوروبي.

منذ ان بدأت الاجتماعات الأولى حول سياسة الهجرة الأوروبية المشتركة تعقد في عام 1977 وحتى اليوم لم تسفر عن قرارات حاسمة، ويبدو ان المناقشات الأوروبية ستبقى مُستمرة الى ما لا نهاية، لأن الإجماع الأوروبي مطلوب لكل قرار.

فكثير من النماذج الأوروبية الحية تؤكد مرات ان أوروبا ضاقت نفسها بغير الأوروبيين، ويتحدث ساساتهم في المؤتمرات والمنتديات العالمية عن حقوق الانسان، بينما شاهد العالم كله وقادة أوروبا كيف ان حكومة المجر العام الماضي حرمت مهاجرين من الطعام، وان رئيس وزراء المجر «فيكتور أوربان» طالب بإعادة اللاجئين الى بلادهم بدلا من توزيعهم بأوروبا وأكد بصريح العبارة موقفه المناهض بشدة لاستقبال المهاجرين.

واتهم المانيا بأنها تسعى للتخلص من اللاجئين الذين استقبلتهم سابقا عبر إعادة توزيعهم على بلدان أخرى، وإنها في سبيل تحقيق ذلك تستخدم مبررات إنسانية، وكانت تصريحات السياسي اليميني المجري قد تزامنت مع اتهام الأمم المتحدة حكومته بأنها تتعمد حرمان اللاجئين الذين ترفض طلباتهم للبقاء في البلاد من الطعام في انتهاك للقانون الدولي.

وكان «أوربان» قد أغلق الحدود الجنوبية لبلاده بذريعة أن تدفق تلك الأعداد الكبيرة من اللاجئين المسلمين يهدد الثقافة الأوروبية.

انتخابات أعضاء البرلمان الأوروبي على الأبواب وبدأت أحزاب اليمين المتطرّف الأوروبيّة تتحد في تحالفٍ جديد، وتصاعدت خطابات الشعبويّة المُتطرفة في أوروبا وتركز على إثارة الخوف من الإسلام والهجرة، ولم يخف «ماتيو سالفيني» وزير الداخلية الإيطالي ورئيس «حزب الرابطة» المناهض للمهاجرين، أنّ هدف الحركة الجديدة هو «الفوز وتغيير أوروبا». ويضمّ التجمّع إلى جانب حزب سالفيني «الرابطة»، أحزاب «التجمّع الوطني» اليميني المتطرف في فرنسا (الذي عُرِفَ سابقاً بـ«الجبهة الوطنيّة»، و«الحريّة» النمساوي، و«من أجل الحريّة» الهولندي.

وللحديث بقية.

[email protected]