عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كثرة المقالات فى الصحف، وكذا الأحاديث عبر القنوات الفضائية، عن قرب صدور قرار من الإدارة الامريكية باعتبار اخوان الشياطين جماعة إرهابية، وذلك فور اعلان البيت الابيض عن ان الرئيس ترامب يدرس هذا الامر، وانه سوف يصدر عنه قريبا القرار باعتبار تلك الجماعة ارهابية.

صحيح ان هناك ما يؤكد هذا الاحتمال، نتيجة للشواهد العديدة التى تشير لذلك. فعلى سبيل المثال، فان اغلب الدول الاوربية – باستثناء إنجلترا – قد ضاقت صدورهم من أفعال الإسلام السياسى المتطرف، الذى انبثقت عنه العديد من الجماعات الإرهابية كالقاعدة وطالبان وأخيرا داعش، لاسيما وان كل هؤلاء خرجوا جميعا من أصل واحد هو جماعة اخوان الشياطين، أضف لذلك هناك دول مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا يدور البحث لديها الآن حول اتخاذ إجراءات امنية واحتياطات مشددة ضد المد الإسلامى المتطرف، خاصة وان المهاجرين الإسلاميين الذين فروا من جراء الحرب فى سوريا والعراق وغيرهما تسببوا فى مشاكل عديدة لديهم.

وغنى عن البيان، فانه لا يغيب عن أحد ان هناك ضمن الجماعات الإرهابية مواطنين من أصول اوربية وامريكية ومن اغلب دول العالم ايضا، مثل هؤلاء الإرهابيين قد رفضت دولهم عودتهم مرة اخرى الى اوطانهم بعد ان انهوا أعمالهم التخريبية فى الدول التى يحاربون فيها، كما ان الرئيس الفرنسى قد اعلن اخيرا ان الإسلام السياسى تزايد نفوذه فى فرنسا، وانه قد يقتطع جزءا من فرنسا ويعلن الدولة الإسلامية هناك، لاسيما وان فرنسا لديها العديد من المسلمين الفرنسيين، من اصول جزائرية ومغاربية وتونسية، وكل هؤلاء بالفعل اصبح لهم تأثير كبير فى فرنسا، ومن شأنه احداث العديد من المشاكل هناك.

ورغم ذلك كله واكثر، فان أمريكا نفسها زاد فيها النفوذ الإسلامى المتشدد التابع لإخوان الشياطين وكان له تأثير كبير على الحزب الديمقراطى فى فترة حكم الرئيس السابق أوباما، ولا يخفى على احد ان اخوان الشياطين سبق ان اتفقوا مع إدارة أوباما بان يكون لهم دور هام فى منطقة الشرق الاوسط فور اعتلائهم السلطة فى مصر، فكان المتفق عليه ان يعطوا إسرائيل جزءا من سيناء لكى تقوم عليه الدولة الفلسطينية فى المستقبل وعاصمتها غزة، فكان هذا هو المتفق عليه وقت حكم الرئيس السابق أوباما، وذلك تنفيذا للمخطط المتفق عليه بالشرق الأوسط الجديد.

كل هذه الأمور تجعلنى اشك فى ان يصدر الرئيس الأمريكى القرار باعتبار اخوان الشياطين جماعة إرهابية، خاصة ان الرئيس ترامب سيقابل باعتراضات شديدة من الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، فضلا عن اعتراض إنجلترا على صدور مثل هذا القرار، فقد سبق لرئيسة وزراء إنجلترا تريزا ماي، حين فكر الرئيس ترامب فى اصدار مثل هذا القرار خلال السنوات الماضية، ان هرعت الى واشنطن، واستطاعت اقناع الرئيس ترامب بالعدول عن هذا القرار، على اعتبار ان إنجلترا هى الام الشرعية لإخوان الشياطين، وانها ترى ان وجودهم ضروري تحسبا لحدوث اضطرابات فى المنطقة، باعتبار انهم البديل الوحيد للحكم. فهل يا ترى سوف يختلف الرئيس الأمريكى ترامب مع رئيسة وزراء إنجلترا هذه المرة، ويصدر مثل هذا القرار؟؟؟ ..... اعتقد ان هذا امر يصعب حدوثه.

كل ذلك يجعلنى اشك كثيرا فى صدور قرار من الإدارة الامريكية باعتبار اخوان الشياطين جماعة إرهابية، خاصة وان أمريكا على علم تام بان قطر وتركيا هما اللتان تقودان جميع الجماعات المتطرفة فى المنطقة، وهما اللتان تزودانها بالتدريب والمال والعتاد، وصدور مثل هذا القرار يعنى ان أمريكا ستخسر كلا من قطر وتركيا وهما حليفتيها فى المنطقة، او على اقل القليل سوف تعرضهما للعقوبات مثل إيران.

خلاصة القول، اننى لا اتوقع صدور القرار من الرئيس ترامب باعتبار اخوان الشياطين جماعة إرهابية، ولكن أملى كبير فى ان أكون مخطئا فيما وصلت اليه، وان تكون الإدارة الأمريكية هذه المرة جادة فى عزمها، بحيث يتضمن قرارها النص –أيضا -على معادات الدول التى تساعد تلك الجماعات المتطرفة، لما تقوم به من أفعال كارثية فى منطقة الشرق الأوسط.

وتحيا مصر.