رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

حين تدفع بك المصادفة أوضرورة ما لأن تدخلها، أوحتى تعبر خلالها قاصدا منطقة سكنية اخرى، لا بد أن تشعر برهبة من نوع ما، وقد تتلفت يمينا ويسارا او تشعر «وهما» او حقيقة ان هناك من يترصدك ويتبع خطواتك، ليشهر فى وجهك سلاحا أبيض..أسود، ليحصل على كل ما بحوزتك من مال ومتاع، وستتذكر عندها ان أكبر معدلات الجريمة فى مصر تقع فى تلك المناطق العشوائية، التى تضج بكل الموبقات، بل وتصدر جرائمها ومجرميها الى باقى ارجاء المجتمع، ويحمل حتى اصحابها القابا مثيرة للفزع، كالذعر والهباشة والحرافيش والغوغاء، وغيرهم واكثرهم من الخارجين على القانون.

فمعلوم أن عشش ومدن الصفيح بالعشوائيات تحتضن غالبا تجار المخدرات والمدمنين وتجار البشر وتجار الأعضاء والأعراض، وهذا بديهى، فعندما تنعدم ابسط متطلبات الحياة الآدمية من جدران أربعة تسدل الستر والحماية على من بدخلها، سيصبح كل شيء متاحا ومباحا، عبر عشش بلا جدران او أسقف، وحمامات «مشتركة» فى الخلاء، وغيرها من اسباب التداخل والاختلاط غير المحمود، الذى تضيع بينه الخصوصية والحماية الأسرية.. والستر، هذا الى جانب تعرض حياة سكان العشوائيات أنفسهم الى الخطر فى تلك المناطق غير الآمنة غالبا، والمعرضة لانزلاق الكتل الصخرية أو للسيول أو لحوادث السكة الحديد.

مدعٍ كل من ينكر أن العشوائيات تربعت على صدور المصريين كحجر أسود، وبؤر للإجرام والتفكك الاجتماعى عقودا طويلة دون حل جذرى فعال لها، أو النظر بعين المسئولية لساكنيها، وبحقهم فى الحياة بصورة آدمية طبيعية فى منازل كسائر البشر بها مياه وكهرباء وصرف صحى، لقد اهملت كل حكومات العصر البائد على مدى ثلاثين عاما سكان العشوائيات وتعاملت معهم كـ«كم» منسى، باستثناء بعض الإرهاصات والمبادرات الإنسانية الشخصية التى كان يقوم بها بعض من رجالات المال والأعمال او حتى الفنانين، ولكن هذه الإرهاصات لم تعالج ابدا كارثة انسانية يعيشها اكثر من 13 مليون شخص، فى 1221 منطقة عشوائية كانت تشوه الخريطة السكانية والاجتماعية والإنسانية فى مصرنا المحروسة.

وهل يتجاهل اصحاب دخان التشاؤم الأسود من اعداء الوطن ان الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تسلم قيادة مصر، كانت العشوائيات فى مقدمة الملفات التى وضعها على اجندة العمل الفعلى لا الوعود الرنانة كسابقيه، وكان تعامله مع واقع صادم بأن العشوائيات تشكل نحو 39% من إجمالى الكتلة العمرانية لمصر، وتنتشر فى 226 مدينة بالحافظات، وأن الاسكندرية تتصدر المركز الأول فى انتشار العشوائيات، فيما تليها القاهرة، بجانب باقى المحافظات، وعلى رأسها السويس، الجيزة، البحر الأحمر، بورسعيد والوادي الجديد وكفر الشيخ والبحيرة وجنوب سيناء، فضلًا عن عدد من محافظات الصعيد مثل قنا والمنيا وأسوان وسوهاج، هل يتجاهل الحاقدون على مصر، ان السيسى امر بخطة تنفيذية عاجلة لبناء مشروعات الإسكان الاجتماعي والمساكن البديلة للعشوائيات، وإمدادها بكافة المرافق والخدمات، لان سكان العشوائيات جزء اصيل من شعب مصر من حقه الحياة فى آدمية واحترام، ومن حقه الخروج من الجحور وبؤر الظلام الى النور والحياة الطبيعية.

ومنذ 2014 وحتى 2018 تم بالفعل تطوير 80٪ من المناطق الخطرة فى جميع عشوائيات مصر، بإنفاق 21 مليار جنيه، وتتواصل عمليات التطوير على قدم وساق، حيث لم يتبق سوى 351 منطقة عشوائية.

وللحديث بقية

[email protected]