رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم وطن

 

 

 

 

يقول الله عز وجل فى كتابه الكريم:

شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) سورة البقرة.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

والمسلم يجتهد فى هذا الشهر الكريم ليعوض ما فاته طوال العام من تقصير فى العبادات وانغماسه فى الذنوب والمعاصي، والشهر الكريم بمثابة أوكازيون فيه اغراءات للمسلم لحثه على القيام والصيام والصدقات والبعد عن المعاصى لكى يحصل على الجائزة نهاية الشهر وهى غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولنا أن نتصور إنسانا غارقا فى الديون وتوقفت مصانعه وأوشك على الإفلاس وتبدلت أحواله وطلبت منه إحدى الهيئات أن يعكف شهراً كاملاً على العمل الدؤوب ومراجعة أخطائه السابقة والسهر ليلا لتحصيل ما فاته من أعمال ومقابل ذلك سيتم إسقاط ديونه وإعادة مصانعه المغلقة إليه وانتشاره من الإفلاس.. بالله عليكم هل يتردد هذا الرجل أم يغتنم هذه الفرصة التى ربما لا تأتيه مرة أخرى إذا لقى ربه وهو على هذا الوضع الصعب.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة» (رواه الترمذى وصححه الألباني) أى أن الخسران كله إذا أدرك الإنسان شهر رمضان ولم يغفر له والفوز كل الفوز لمن خرج من ذنوبه فى شهر رمضان وجعل صيامه وعاداته زادًا لما بعده.

والعبد الذى ينقطع للعبادة فى هذا الشهر بأن يصوم النهار ويقوم الليل ويتقرب إلى الله عز وجل من خلال معاملاته مع الناس ويتقن فى عمله يقترب من الملائكة الذين يتنزهون عن الطعام والشراب والجماع والذنوب ويصبح كائناً ملائكياً ولكن بعد انقضاء الشهر الكريم يقلع عن الصلاة وتسوء معاملاته وأخلاقه ويتحول إلى كائن آخر لا هم له إلا شهواته ظناً منه أن قد أمن مكر الله عز وجل الذى يبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم احذروا التسويف فإن الموت يأتى بغتة.. فهل نغتنم رمضان لإصلاح أحوالنا مع الله ومع الناس ام نتحول إلى كائنات لا هم لها إلا الطعام والشراب والشهوات والمعاصى ونخسر خيرى الدنيا والآخرة.. رمضان فرصة فاغتنموها وكل عام وأنتم بخير.