رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

على الرغم من تعالى الأصوات والشكوى من سوء الحالة الاقتصادية وعن تزايد حالة الفقر التى وصلت لمعدلات غير مسبوقة مقترنة بتلاشى الطبقة المتوسطة عماد أى مجتمع متحضر لكن هذه الحالة سرعان ما تزول عندما نقترب من شهر رمضان حيث يبلغ متوسط حجم الإنفاق الشهرى على الطعام 35 مليار ج يقفز خلال شهر رمضان إلى 66 مليار ج فى إشارة واضحة إلى حجم الخلل الثقافى والدينى فشهر رمضان من المفترض انه شهر الصوم والإحساس بحاجة الفقير إلى الطعام وهو ما يمثل قمة الارتقاء الاجتماعى. وثقافيا تبين الدراسات أن الدول المتقدمة نسبة إنفاقها على الطعام تتراوح من 12%إلى15% لكن الوضع في مصر تجاوز البعد الدينى والثقافى، حيث تعدت النسبة 55%من حجم الإنفاق السنوى للأسر المصرية وهو إشارة تؤكد أن المجتمع المصرى تحول من مجتمع إنتاجى فى الخمسينيات والستينيات إلى مجتمع استهلاكى بالمقام الأول فى السبعينيات وحتى الآن بفضل سياسات اقتصادية مشروطة وممنهجة من قبل حكومات غير نظيفة ولا أمينة ساهم معها سفر شريحة كبيرة من المصريين للخارج خاصة إلى الخليج تعاملوا بثقافة المال بعيدا عن توجيه وصرف الأموال بما يعود بالنفع على الاقتصاد، حيث لم توجه أموالهم لبناء مصانع او خلق قيمة مضافة ولكن فقط لبناء قصور وفيلات وعمارات لتعويض حالة الحرمان التى عاشوها والتباهى أمام من لم يكونوا يستطيعون ان يمروا أمام بيوتهم بما يشير إلى ضعف منظومة التعليم التى كانت تطبق آنذاك والتى ارتكزت على الكم وليس الكيف.

ما نعانيه الآن من غياب وعى وفهم لمفهوم الاستهلاك الذى ينهض بالاقتصاد تسأل عنه الحكومة نفسها التى شجعت المجتمع على تلك الثقافة الشرائية بفتح الباب أمام المنتجات خاصة الصينية وحرمت الاقتصاد الوطنى والطاقة العاملة من الاستفادة وكذلك الإعلام المصرى الذى عاد لنقطة البدء بمخاطبة العاطفة أكثر من العقل بتكريس الإعلانات التليفزيونية وثقافة الشراء الإلكتروني فكانت المحصلة أننا من أكثر دول العالم فى نسب الإنفاق على الطعام رغم زيادة نسبة الفقر والذى يدعو للدهشة أكثر أن 60% فاقدا من هذا الطعام تذهب إلى قمامة المصريين، مطلوب الآن أكثر من اى وقت مضى ضرورة التحرك من كافة الاتجاهات دينيا وثقافيا وعلميا وإعلاميا لوضع رؤية تخرج المجتمع المصرى من دائرة اللامبالاة الاستهلاكية إلى دائرة المسئولية المجتمعية لنصل إلى النسب التى وصلت إليها المجتمعات المتحضرة لعل ذلك يكون البداية فى أن نستحضر قيمة ومعنى شهر رمضان عسى أن نستعيد أمجاد لم تتحقق إلا فى رمضان.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية