عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

اختار الله "عَزَّ وجَلّ" شهر رمضان الفضيل ليكون بمثابة اختبار للإرادة الإنسانية، ومقدرة الفرد على السيطرة على النوازع المختلفة، فهو يُعد فرصة عظيمة لمن أدركه وقام بحقه وحفظ حُرماته؛ لينال الثواب وتكون خطوة لمحو الذنوب.

من هذه النقطة رأيت ضرورة طرح الفكرة على قارئ المقال، فالصيام هو الامتناع عن المأكل والمشرب والرغبات لساعات محدودة حتى يشعر الغنى بالفقر ويكون أكثر إدراكًا لحاجة الفقير من مشرب ومأكل ومسكن؛ فتكثر الحسنات ويتبادل الناس فيما بينهم الخير والرزق وتسود روح المحبة والتسامح في هذا الشهر الكريم.

وإذا كان الله «عَزَّ وجَلّ» قد منعنا عن ما هو حلال، فما بالكم بما هو محرم، إن هناك ضرورة ملحة لعفة النفس عن الأذى والأضرار والبعد عن الرذائل والمنكرات التي تفسد الصيام، فصفاء النفس والبعد عن الكراهية والغيبة والنميمة أهم بكثير من الامتناع عن الأمور المادية، فكم من صائم يقوم بالسباب وقذف المحسنات وذكر أعراض الناس، وكم من صائم لا يتق الله في معاملاته ويأخذ من الشهر الفضيل حجة للامتناع عن العمل والتقصير في أمور حياته اليومية، وكم من صائم يقوم بالتزوير والرشوة والقيام بأعمال لا يقبلها العقل ولا القلب على حد سواء. فصيام المسلم هدفه التقرب من الله والقيام بالأعمال الصالحة ونشر روح التسامح والمصالحة مع الآخر .

 في الشهر الفضيل تكثر أعمال الخير فيقف الغنى بجوار الفقير، والقادر مع من لا يستطيع، فيتكاتف الأفراد الصالحين لمساعدة ذوى الأمراض الخطيرة ومن يحتاجون يد العون للمأوى والعلاج وتوفير الطعام المناسب لهم.

"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" ، فعلى كل مسلم بالغ عاقل ضرورة اتباع أوامر وتعاليم وقيم الشهر الفضيل، وغرس ثقافة المحبة والكرم والجود بين أفراد عائلته لنشر ثقافة التضامن والشعور بالغير حتى يعم الوئام والسلام بين أفراد المجتمع الواحد بكل أطيافه وفئاته المختلفة.

شهر الصوم يدعونا دائما إلى التجمع ولم شمل الأسر على مائدة واحدة ليس للغيبة والنميمة والخوض في أعراض البشر، ولكن حتى ترتبط الأسرة ببعضها ويسود الوئام والمحبة بين أفرادها ويكونوا جميعًا قادرين على مساعدة البعض إن احتاج الأمر لذلك.

يرتبط شهر رمضان أيضا في الدول الاسلامية بالعديد من الشعائر الدينية مثل: صلاة التراويح والاعتكاف في العشر الاواخر، وأيضًا العديد من العادات والتقاليد مثل دعوة الأهل والأصدقاء على الافطار وإقامة الموائد ، كما يوجد العديد من المظاهر التراثية التي ارتبطت بهذا الشهر مثل الفانوس والزينة ومدفع رمضان وأيضًا شخصية المسحراتى والحكواتي والحلوى بعد الإفطار.

اتمنى من الله أن يبلغ جميع الشعوب العربية والإسلامية رمضان وهم على عزيمة وهمة رجل واحد لبناء أمة إسلامية قوية وراسخة تكون مصدر للفخر والاعتزاز وأن يبعد عنا شرور الانقسامات والتفرق والتشتيت. فصيام الروح والارتقاء بالذات لا تفارق صيام الجسد بالامتناع عن الطعام والشراب . واللهم تقبل منا ومنكم صالح الأعمال بإذن الله.