رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفارق بين المغني الشعبي شعبان عبدالرحيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن شعبولا اختار أن يغني بشكل بسيط لقضايا وطنية واجتماعية – أما ترامبولا فقد اختار أن يكون مختلفا عن كل الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه باحتقاره لقيم الحرية والديمقراطية داخل وخارج أمريكا.. شعبولا يكسب شهرته وماله من الغناء، وترامبولا يكسب شهرته وماله من ممارسة البلطجة السياسية وتغذية الحروب وابتزاز الأثرياء الذين لايمتلكون من مظاهر القوة الا المال فقط.. شعبولا لا يدعي شيئا ويفعل عكسه، والحق أن ترامبولا ينافسه في هذه الجزئية  فهو لم يخدع ناخبيه قبل ما يقرب من أربع سنوات - وعدهم بابتزاز ونهب شعوب وحكام وفعل، ووعدهم بالهيام والغرام بإسرائيل والنوم في فراشها وفعل، وخلع كل ما يستر عوراته وفي عز النهار العالمي دون خجل.. شعبولا ظل وفيا لجمهوره ولم يغير شكل ملابسه وطابعه في الغناء – وترامبولا ظل أيضا وفيا لجمهوره يدعم قتل الأطفال بالجوع والرصاص في فلسطين واليمن وفنزويلا.. شعبولا غنى – بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل – أما ترامبولا فقد عشق اسرائيل بتشدد تفوق به على المؤسسين الأوائل الذين احتقرتهم أوروبا ثم اعتذرت لهم باهدائهم فلسطين.. شعبولا يحترم قوانين الغناء والتزم بجملة موسيقية مميزة يختتم بها كل اغنياته – في المقابل ترامبولا يحكم أمريكا بهمجية رجل يرى العالم غابة وعليه أن يكون الحيوان الأقوى والأكثر افتراسا وشراسة.. شعبولا يغني بتلقائية مواطن،  ويتحدث مع الناس بعفوية انسان مخلص لإنسانيته.. ترامبولا شخصية مصطنعة ومزيفة، يكره الاعلام لأن الاعلام يعريه وينزع أي ورقة توت تستر فضائحه.. ترامبولا يكره حنين الانسانية لإنسانيتها.. يكره التاريخ ويحتقر التراث الانساني.. يكره الشعوب الفقيرة لأنها لا تملك ما كان يمكن سرقته.. يكره كلمة «كرامة» لأنها تشجع دولا بعينها على الاعتزاز بحريتها واستقلال قرارها خارج فلك التبعية الأمريكي.. يكره كلمة «عدالة» لأنها تجعل البعض يستميتون دفاعا عن حقوق ثابتة أمام الاجتياح الترامبوى الهمجي.. شعبولا رجل طيب – أما ترامبولا فإنه أقرب لهولاكو زماننا، وشبيه بنيرون روما ومخلص جدا لنازية هتلر.

شدني للطريق بين شعبولا وترامبولا اللغط حول كلية من كليات الطب كرمت المغني شعبان عبدالرحيم ومنحته درعا.. لماذا تستكثرون على شعبان أن تكرمه كلية طب وهو رجل مهنته الغناء ولم يقتل أو يسرق أو يكره، فما بالكم ومناحم بيجين أحد عتاولة الاجرام والقتل يحصل على جائزة نوبل وللسلام، ورابين جنرال تكسير عظام الأطفال يحصل على نوبل وللسلام، وحفيد سلالة «العكاشنة» يصبح مؤرخا بلا خلفية تاريخية تسنده، وترامب بكل عنصريته وجاهليته يصبح رئيسا لأكبر وأهم دولة في العالم.. ليس عيبا أن يكرم شعبولا ولكن المخجل أن لا يجرم ترامبولا.