رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزعجني كثيرا، خبر لقاء سيادة الرئيس عند زيارته للصين بالمستثمرين الصينين، حين جاء في الحديث ان سيادة الرئيس وعد المستثمرين الصينين بحل جميع مشاكلهم في مصر. ونفس الشيء حدث حين كانت زيارة سيادة الرئيس لأمريكا واجتماع أيضا بالمستثمرين الامريكان هناك ووعدهم أيضا بحل مشاكلهم في مصر.

هل هذا معقول !! منذ ما يزيد عن 45 عاما، وقت ان صرح الرئيس السادات رحمة الله عليه بالانفتاح في مصر، بعد عهد الانغلاق ونحن نرحب بقدوم المستثمرين لمصر، فهل يتصور اننا منذ هذا التاريخ أي منذ 45 عاما وحتى يومنا هذا، مازال المستثمرون يعانون من المشاكل في مصر، وان سيادة الرئيس هو الذي أخذ على عاتقه حل هذه المشاكل؟؟ هل بعد عهد الانغلاق في وقت الرئيس الراحل عبد الناصر ورغبة الدولة للانفتاح على العالم والمحاولات العديدة التي بزلت لتشجيع المستثمرين، سواء كانوا مصريين ام أجانب في بدء نشاطهم في مصر. انا اعلم شخصيا ان هناك العديد من المصريين أصحاب الاعمال الذين هجروا مصر في عهد الانغلاق قد عادوا مرة اخري لكي يستثمرون في بلدهم، كما جاء أيضا العديد من المستثمرين الأجانب، ورغم ذلك مازالت عقبات الفي مصر توضع امام المستثمرين.

هناك دولا عديدة تهدمت وخربت اقتصاديا ومعنويا ومرافقا في اعقاب الحرب العالمية الثانية، وفي غضون عشرين عاما استطاعت ان تناطح كبري دول العالم اقتصاديا ونهوضا، ونحن منذ 45 عام وحتى الان مازلنا نضع العراقيل امام المستثمرين. وعلى سبيل المثال لا الحصر اليابان وألمانيا والكوريتين واغلب دول شرق اسيا، كل هذه الدول تهدمت وخربت تمام اثناء الحرب وأصبحت الان من أكبر الدول اقتصاديا بما فيهم الصين. الي متي سنظل نضع العراقيل في وجه المستثمرين، متي نتفهم ان المستثمر سواء كان اجنبيا او عربيا او مصريا جاء لكي يستفيد وفي نفس الوقت يفيد بلدنا ؟؟ المستثمرون وان كانوا يبغون الربح فهم أيضا يفيدون مصر، لماذا لا نقدم لهم كافة التسهيلات حتى يبدؤوا في نشاطهم الاقتصادي؟؟ ان اغلب الاستثمارات التي جاءت لمصر في الفترة الأخيرة تخص البترول، في حين اننا في اشد الحاجة للاستثمار في الصناعة والانتاج والتصدير الي الخارج، لان هذا هو السبيل الوحيد لتقدمنا ورفاهية شعبنا.

اعود واتساءل، هل يا تري السبب في عدم تعاوننا مع المستثمرين؟؟ هل العقول الصماء التي مرضت في عهد الانغلاق هي التي تدير الاستثمار في مصر؟؟ ام ان القائمون على الاستثمار في مصر حاليا مازالوا يعتقدون ان المستثمر ما هو الا لص جاء لكي يمتص دماء الشعب المصري، كما اوحي لهم في عهد الانغلاق الأسود؟؟ ام ان الطابور الخامس التابع لإخوان الشياطين هم المتحكمون في إدارة أمور الاستثمار ويضعون عمدا العراقيل امام المستثمرين حتى يفروا من بلدنا ويرحلوا عن البلاد؟؟ تساؤلات كثيرة، وامور لها العجب تحدث في مصر، ولا داري السبب الرئيسي وراء وضع العراقيل امام المستثمرين المصريين والأجانب على السواء. إذا كانت القوانين الخاصة بالاستثمار عندنا هي التي بها عقبات فما أسهل تغيرها وتعديلها، خاصة وأننا استطعنا تعديل الدستور في غضون شهرين، وعلى ذلك فمن السهل ان يتم تعديل القوانين الخاصة بالاستثمار في أسبوعين، إذا أردنا ان ننجح في الاستثمار وجذب المستثمرين أيا كانت جنسياتهم. لابد ان تتغير العقول التي تدير هذا الامر، كما لابد ان تعدل القوانين التي قد يكون بها عراقيل امام الاستثمار والمستثمرين.

أملى كبير، بعد ان عاد سيادة الرئيس الي مصر من رحلته في الصين ان يبحث جيدا عن أسباب العراقيل التي وضعت امام المستثمرين، سواء كانوا صينين ام كانوا امريكان ام أيا كانت جنسياتهم، حتى لو كانوا المصرين او العرب، لابد ان يكون هناك مفهوم شامل لدي المصريين ان المستثمر جاء لكي يفيد ويستفيد، وان تنتهي تماما من عقول الناس فكرة ان المستثمر هو لص جاء لكي يمتص دماء الشعب، بدون ذلك لا امل في الاستثمار او المستثمرين لكي يأتون الي مصر ويعيدوا ضخ أموالهم مرة اخري لدينا، حتي تبدأ الحياة الاقتصادية العادية املا في مستقبل مزهر في عهد الرئيس السيسي.

وتحيا مصر.