رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم معاصر

عادة قديمة هى قراءة  الصحف والمجلات القديمة.. وبالصدفة المحضة هذا الاسبوع وقع فى يدى عدد من مجلة «المصور».. عدد غير عادي.. صدر هذا العدد فى نفس الاسبوع الذى مات فيه فؤاد باشا سراج الدين.. ظللت اقرأه على مدى أيام..

عدد «المصور» رقم 3958 صدر يوم 18 جماد الأول 1429 هجرية الموافق يوم 18 أغسطس 2000 ميلادية... رئيس مجلس ادارة دار الهلال ورئيس التحرير أستاذنا الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد ومدير التحرير الصحفى الكبير السياسى رجاء النقاش..

أكثر من نصف العدد عن وفاة سراج الدين الذى كان صورة الغلاف.. والمقال الرئيسى بقلم الأستاذ مكرم تحت عنوان «سراج الدين.. نهاية تاريخ» وكأنه يقرأ الغيب.. وفاة سراج الدين فعلا نهاية تاريخ ولنبدأ تاريخا جديدا... ومقالات واخبار وآراء عن مصير الوفد وأزمة  الخلافة ورفض النائب الأول نعمان جمعة لكن يس سراج الدين يلعب دورا من أجل وحدة الوفد ليكمل المسيرة.. ومقال عن أن سراج الدين هو سبب ثورة يوليو.. فقد كان على علاقة قوية ببعض الضباط  الذين حاربوا الانجليز..  ومقال لنعمان جمعة يقول فيه إن أسرته  كلها وفدية.. ومقالات عن بعده التام عن الوفد.. فى نفس الوقت مقال له قيمته ووزنه فى الصفحة الأخيرة لمحمود السعدنى تحت عنوان.. «عفواً... عمدة الأرض» ينعت فيه المقربين للباشا فى ساعاته الأخيرة.. وغير ذلك كثير.

......

رغم أهمية وفاة سراج الدين وأثر ذلك على الوفد والحياة السياسية كلها كما كتب الكتاب.. الا ان موضوعا غاية فى الأهمية بعد ملزمة سراج الدين.. وجدت فيه كلاماً هاما للغاية عما يسمى «صفقة القرن» وكانت هذه الملزمة الثانية لها أهمية خاصة.. هذا منذ عام 2000 الكلام من صفقة  القرن...

يقول سياسى وكاتب وصحفى فلسطينى مشهور رفض أن يذكر  اسمه لأنه كان مع المرحوم عرفات فى هذه المهمة.. التى بدأت بإبداء كلينتون استعداده لتحقيق أمل «الدولتين»... واستدعاء كلينتون لعرفات للاجتماع معه فى البيت الأبيض.. وطالت  اجتماعات البيت الأبيض... فقرر كلينتون  عمل مؤتمر ثلاثى فى كامب ديفيد لمدة 15 يوما يشهده مع الجانب الأمريكى كل من الفلسطينيين  والاسرائيليين  وقال كلينتون كلمة مشهورة وهى سياسة الجزرة والعصا.. كانت هذه هى سياسة!!!

الموضوع طويل.. ملخصه ان الخلاف كان جوهريا حول القدس والمستوطنات والحدود...  وكثرت الاقتراحات والمشروعات وعندما وصل المؤتمر الى يومه العاشر قرر كلينتون انه فى ظرف 48 ساعة سيخرج باتفاق لا خلاف عليه نتيجة وجهات النظر الكثيرة جداً فى الأيام العشرة الأخيرة وهذه آخر فرصة للطرفين لدرجة أن وكالة رويترز للأنباء نشرت على لسان عرفات بأن يوم 13 سبتمبر القادم هو اليوم المنتظر لاعلان مولد الدولتين بحدودها.. واعلان دولة «فلسطين» سيصدر فى نفس اليوم بشرط تفهم كلينتون لوجهة نظر «المجلس المركزى الفلسطيني»!!!

.....

أهم ما كتبه السياسى الصحفى الفلسطينى الكبير فى نهاية المقال:

انه يهمه هذه الأيام «أغسطس 2000» اعلان ما و صل اليه كلينتون وأمريكا واسرائيل هو الآتي:

92٪ من مساحة الضفة وتقسيم القدس قسمين و30 مليار دولار تعويضا للاجئين... منح لقب خادم الحرم القدسى لعرفات.. مع ابقاء المسجد  الأقصى تحت السيادة  الاسرائيلية.

رفض عرفات هذه الاتفاقية ووصف نفسه بـ«الخائن» اذا ما  وافق  بغض النظر عن  رأى المجلس المركزى الفلسطيني.

قال كلينتون لعرفات انه لا يملك تغيير أى بند إلا ببند واحد وهو الـ 30 مليار دولار وسندفع أيضاً سبعين «70» مليار دولار.. ولكن عرفات رفض بشدة...

«....»

تم اسدال الستار على محاولة رائعة لحل قضية الشرق الأوسط كله...

بقى سؤال:

ـ من قتل كلينتون بعد هذه الحكاية؟؟

ـ كل مخابرات العالم لم تصل الى الحقيقة.. مصلحة من قتل كلينتون؟

... هل اسرائيل لاصراره على حل القضية الفلسطينية... أم فلسطين التى كانت تتمنى أن يقف كلينتون معهم؟؟ لا أحد يعرف.