عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

رأينا فيما سبق كيف انتقل الإسلام من الإقليمية «وأنذر عشيرتك الأقربين» إلى العالمية «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وتم ذلك فى ضوء العديد من آيات الذكر الحكيم، ومعها كانت رسائل النبى عليه الصلاة والسلام إلى حكام ذلك الزمان شرقه وغربه وشماله وجنوبه، ثم أشرنا إلى رسالة النبى إلى «المقوقس» حاكم مصر يدعوه إلى الإسلام حيث جاء بها:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى: أما بعد فإنى أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإنما عليك إثم القبط ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء».

ويؤكد المؤرخون أن هذه الرسالة المحمدية إن هى إلا عنصر من عناصر الدعوة الإسلامية، تلك الدعوة التى خاطبت الناس أجمعين، وهى توكيد على ما قلناه وأشرنا إليه من قبل عن «عالمية الدعوة الإسلامية».

حين جاء عمرو بن العاص فاتحاً مصر عام 641 ميلادية، وكان المصريون قد ضاقوا ذرعاً بقسوة الحكم البيزنطى، وقد رأى كثير من أقباط مصر خيراً فى الدين الجديد فتحولوا لاعتناق الدين الإسلامى عن إيمان وعقيدة، وكان ما حدث وما سجله التاريخ أن المصريين فرادى وجماعات اعتنقوا الإسلام ديناً، والقرآن قانوناً، والعربية لغة أتقنوها، ويضيف العلماء والمؤرخون أسباباً عدة وراء اعتناق المصريين هذا الدين الجديد ومنها:

الدين الإسلامى دين التسامح، فقد قام الفتح الإسلامى - ليس على حد السيف - وإنما على مبدأ إسلامى أصيل هو «التخيير للمصريين - كدأب باقى البلاد التى قاموا بفتحها»، إما الدخول فى الإسلام طواعية واختياراً وإلا دفع الجزية والحرب وقد قبل المصريون دفع الجزية.

ونواصل المشوار لنرى كيف عامل المسلمون أهل مصر بمقتضى «عقد الذمة».

حيث تلتزم الدولة بتأمينهم وحمايتهم بل والدفاع عنهم، وكل ذلك تحت المبدأ الإسلامى «لهم ما لنا وعليهم ما علينا».

وعم التسامح المصريين جميعاً، خاصة «أقباط مصر» وعند هذا نتوقف ونرى ما قاله القرآن وعبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم، وإلى لقاء قادم لنرى معاملة الإسلام لقبط مصر فى ظل مبدأ التسامح.

ودائماً وأبداً «إلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان».