عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

يعرف المتابعون للشأن الليبي على حدودنا الغربية، أن هناك آلية جرى تشكيلها بين الدول التي تجاور ليبيا عربياً، وأن هذه الدول هي مصر، والجزائر، وتونس، وأن الآلية اسمها مبادرة دول الجوار، وأن هدفها هو الوصول بالأوضاع على الأراضي الليبية إلى الحد الأدنى من الأمن ومن الاستقرار، أو إلى ما فوق هذا الحد بالطبع، إذا كان ذلك ممكناً!

ومناسبة هذا الكلام أن خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، دعا إلى اجتماع عاجل لوزراء خارجية دول المبادرة، وأن الدعوة من جانبه جاءت أثناء زيارة قام بها إلى تونس وزير خارجية الجزائر، وقد كانت في مطلع هذا الأسبوع!

وليس سراً على أحد، أن الوضع في ليبيا هذه الأيام يتعقد ويذهب إلى الأسوأ، وأنه في حاجة إلى معجزة من السماء، لعل الله يشمل الإخوة الليبيين برحمته، فيدرك كل طرف من الأطراف التي يدور بينها الصراع الحالي في العاصمة طرابلس، أن تقديم صالح الوطن الليبي على صالح كل طرف منها، كفيل في النهاية بالوصول إلى حل للأزمة!

وعند بدء القتال أول أبريل الماضي، بين قوات الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وبين القوات والميليشيات التي تتبع فايز السراج، رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني، كانت أخبار ليبيا تتصدر الصفحات الأولى من الجرائد.. ولكن.. مع مرور الوقت راحت أخبار أخرى تحل محلها، وأصبحت أنباء المعارك بين الطرفين تأتي في الصفحات الداخلية.. وكأنها لم تعد تهم أحداً!

وهذا هو ما يخشاه كل عربي يتمنى أن تنعم ليبيا بما تستحقه من استقرار، وينعم الليبيون بعائد ثروات بلادهم، خصوصاً ثروة النفط التي كانت نقمة على البلاد، أكثر منها نعمة جادت بها السماء على أرض ليبيا.. وما نخشاه نحن هنا في مصر على الأقل، أن يعتاد العالم على الحرب الدائرة على العاصمة، وأن يعتاد القارئ والمتابع بالتالي على الأخبار القادمة من هناك، فلا يعود يهتم بها!

واهتمام القاهرة بالأمر في ليبيا، ليس فقط لأنها دولة عربية، ولكن لأن لنا معها حدوداً غربية مباشرة، ولأن الإرهاب الذي يمارس عربدته على أرضها، لا يتوقف عن محاولة التسلل من أرضها إلى داخل حدودنا، وبكل سبيل ممكن، لولا أنه يجد عيناً ساهرة من قواتنا المسلحة في انتظاره كلما حاول من جديد!

ولا أزال أدعو إلى توسيع مبادرة دول الجوار، لتضم ثلاث دول أخرى لها حدود مباشرة مع ليبيا، هي السودان، وتشاد، والنيجر.. فعدم وجودها على كل طاولة اجتماع تدعو إليه مصر، والجزائر، وتونس، يمكن أن يبدد الكثير من الجهد الذي تبذله هذه الدول الثلاث!

ليبيا شأن ليبي خالص بالنسبة لكل ليبي.. هذه حقيقة.. ولكن ما يجري في العاصمة وعلى مشارفها في الوقت الحالي، يجعلنا طرفاً مباشراً في الموضوع، ويجعل دول الجوار كلها طرفاً بالدرجة نفسها، وليس بين هذه الدول طرف طامع في ثروات النفط الليبي، فشعار دول الجوار هو أن ليبيا لأبنائها، غير أن ذلك لن يتحقق إلا إذا جلس الليبيون معاً واتفقوا!

ليبيا تمثل مسئولية على كاهل دول جوارها، ولكنها تمثل مسئولية على كاهل أبنائها أكثر!