رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

فيلد مارشال Field Marshal درجة عسكرية رفيعة تقترن بإنجاز عسكرى رائع فى حروب أو حرب عالمية كبرى وهى عادة لا تمنح كرتبة نمطية فى سلم الترقيات العسكرية العادية بمختلف جيوش العالم.. فإذا قيل الفيلد مارشال فلان، فلا بد أن يعرف وأن يذكر اسم المعركة التى خاضها ومنح فيها وبها ولها هذه الدرجة، لا، الرتبة، الرفيعة.. فالفيلد مارشال مونتجمرى مرتبط بالمعركة الكبرى بالعلمين.. حينما وقعت أحداث 23/7/52 والتى ارتبطت فى البداية بتسمية الحركة المباركة، أعلن قائدها اللواء أ. ح محمد نجيب أنه رفض الترقية لرتبة الفريق وأصر على رتبته فيما قبلها!

وكان من السهل عليه بعد أن نجحت أحداث 23/7/52 بعد رفض الملك فاروق القاطع اصدار الأوامر بالتصدى لها كما هو ثابت ومعروف.. نكرر فقد كان بإمكانه ألا يكتفى برتبة الفريق ولا برتبة الفريق أول بل وكان يمكن أن يرقى نفسه الى رتبة المشير ولكنه احترم نفسه والتقاليد العسكرية الراسخة.. المملكة المتحدة حالياً قائد جيشها لا يتخطى رتبة الجنرال!

ديجول فرنسا العظيم لم يتجاوز رتبة الجنرال وظل اسمه ورتبته فقط الجنرال ديجول!.. قائد القوات الأمريكية حالياً ليس فيلد مارشال!.. ولا نظيره فى فرنسا ولا بأى دولة بأوروبا.. اسرائيل لا تعرف هذه الدرجة أو الرتبة!.. أما قائد الجيش القطرى فهو فيلد مارشال!

وعلى شاكلته كثر، فكل عسكرى انقلب على قائده العسكرى ومن رقاه الى منصبه انقلب عليه ورقى نفسه لمشير تطبيقا للمثل الشائع.. تزرعه يقلعك!!.. وحول هذا المجال بشكل أو بآخر كتب غسان شربل نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان: السودان ودروس الانقلابات بالمصرى اليوم فى 16/4/2019 «ليبيا أضاعت اربعة عقود من عمرها فى ظل العقيد القذافى.. أضاع السودان ثلاثة عقود فى الفريق عمر البشير...ان السودان منذ استقلاله فى 1956، أمضى عمره ضائعا بين الجنرالات..... بعد عامين فقط من الاستقلال قطعت الاذاعة برامجها وبثت البيان: استولى الجيش بقيادة الفريق ابراهيم عبود على السلطة... وفى 25 مايو 69 تعود الاذاعة الى قطع برامجها وتبث البيان رقم 1 لتقع السفينة فى قبضة قبطان هو المشير جعفر نميرى...» انتهى.. القذافى رقى نفسه من ملازم الى عقيد فى خبطة واحدة!

وكذلك عمر البشير الى فريق كما فعل ابراهيم عبود والمشير جعفر نميرى!.. أما عبارة السودان منذ استقلاله فى 1956 فهى خاطئة وصحتها هى منذ انفصاله، لا استقلاله لأنه لم يكن محتلا!!.. ختم أ. محمد أمين مقاله «سقوط آخر ديكتاتور! بالمصرى اليوم 12/4/2019 بالعبارة التالية «الديكتاتورية واحدة.. لن تصمد اذا خرج الشعب.. لن تعصمهم الشرطة ولا الجيوش.. للأسف يتركون شعبهم للمجهول». انتهى.. مات جمال عبدالناصر وسيناء كلها محتلة بالكامل من أصغر دولة بالعالم!.. جاء بمقال أ. سليمان جودة «الا السودان تقريبا!» بالمصرى اليوم 13/  /2019 هذه العبارة الدقيقة «فى منتصف القرن الماضى كان العالم العربى قد شهد موجة مماثلة ولكنها كانت معاكسة على أنظمة ملكية لا جمهورية وكانت على أيدى الجيوش.. لا الشعوب!

أما الموجة الجديدة فى هذه السنوات فهى على أنظمة حكم جمهورية، لا ملكية، وهى تتم على أيدى الشعوب.. وليس الجيوش.. كان الجيش يتدخل ويزيح الملك، ثم يؤيده الشعب لاحقا.. أما الآن فالعكس بالضبط حدث وما زال يحدث لأن الشعب هو الذى يتقدم ثم يؤيده الجيش فى مرحلة تالية!.. انتهى .. إلامَ المصير؟!.. وما حقيقة الصورة.. معدولة أم مقلوبة أم معكوسة؟!