عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شكلت برامج وأفلام الأطفال وجدان وفكر وسلوك العديد منا، وظلت أعمالاً فنية كُتبت خصيصاً للطفل تعيش في وجدان العديد من كبار اليوم، ومن لم يعش طفولة سوية منفتحة علي العالم السوي تسبح في الخيال وترتوي بالأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية، فإنه لن يصبح ولن يكون فرداً سوياً في المجتمع ولن يدرك أهمية وقيمة الفن والإعلام في تكوين الإنسان الفرد منذ الصغر.. بداية من إذاعة «بابا شارو» و«سعاد أخت القمر» إلي «حكاوي أبلة فضيلة» التي أرست قيم ومبادئ وأخلاقيات ورسائل في قالب عفوي مليء بالبراءة، لكنه لم يعد مناسباً لعصر التليفزيون الذي ظهرت فيه «ماما سميحة» واكتشاف المواهب ثم «ماما نجوي وبقلظ» ثم «بابا ماجد» ثم «سينما الأطفال» و«ماما عفاف» و«ماما سامية»، وفي الثمانينيات انتعشت برامج وأغاني الأطفال مع اهتمام الدولة بمهرجان الطفل وأغاني كبار النجوم، مثل لبلبة وعفاف راضي وصفاء أبوالسعود ومحمد ثروت وعبدالمنعم مدبولي، ولا ننسي كبار الملحنين والمؤلفين والمنتجين الذين آمنوا بقيمة وأهمية الكلمة للطفل، ومع انتعاش سوق الدراما نجد أعمالاً كُتبت خصيصاً للصغار، مثل أعمال «عمو فؤاد» وهو يجوب البلاد و«بوجي وطمطم» التي حاذت شهرة كبيرة وجاء الكرتون المصري الأصيل مع مني أبوالنصر في شخصية «بكار» العبقرية التي غناها المصري المبدع محمد منير، وأضحت علامة مصرية مميزة تحمل جينات مصرية وتكتب هوية عريقة وأصيلة، وتبعث برسائل فنية إعلامية للطفل المصري بلغة ونكهة جديدة لا تحثه علي قتل أو عنف أو خيال مريض يصور له دوماً أن القوة غاشمة، وأن الخبث والدهاء والخديعة هم أساليب النجاة والنجاح كما في الكرتون الأمريكي الصهيوني «توم وجيري»، ولا ننسي أنه في الستينيات والسبعينيات كانت مجلات الأطفال تحظي بأعلي نسب قراءة ومبيعات، مثل مجلات «ميكي» و«سمير» وقصص «المغامرون الخمسة» التي تنمي عند الطفل والمراهق الذكاء والمنطق وربط الأحداث بعضها ببعض، كما تدفعهم إلي الاعتماد علي الذات وعلي أهمية الصداقة والعمل الجماعي من أجل الوصول إلي الهدف النبيل.

هكذا كان الإعلام... والآن لا توجد خطة واضحة أو إستراتيجية دولة تريد بناء الفرد الإنسان المواطن المصري بداية من الطفل.. اختفت من وزارة الثقافة كتب الأطفال وسينما الأطفال ومسرح الطفل وأغنية الطفل، وبالتالي لم يعد التليفزيون المصري الحكومي الرسمي لديه رؤية أو خطة او سياسة واضحة لما يجب ان يكون عليه الإعلام وماهي المادة الإعلامية التي علينا أن نعدها لأطفالنا.. علي العكس نجد أن قنوات عربية تبث الأعمال المدبلجة أو المكتوبة خصيصاً لهم باللغة الخليجية أو العربية الفصحي والتي هي بعيدة تماماً عن الطفل المصري لصعوبتها وعدم استخدامها في الحياة العادية أو في الإعلام بشكل عام... عبر الإنترنت أيضاً نجد أعمالاً ركيكة ساذجة تحوي كلمات ومواقف تسهم في زيادة غباء وكسل وعنف الطفل المصري.. لا يوجد لدينا برامج أو سينما أو مسلسلات أو كرتون مخصص للمراحل السنية والعمرية المختلفة، وإنما علي أبنائنا متابعة سخافات وتفاهات وسوقية إعلانات «إشحن يالا وإرفع يالا» وغيرها.

ويأتي رمضان بأعماله وإعلاناته التي تشغل المساحة الكبري من الشاشات فيتابعها الكبار والأطفال علي حد سواء دون مراعاة لأي تعدٍ علي البراءة أو علي الطفولة... ثم نقول: لماذا أصبح الصغير لا يحترم الكبير؟ ولماذا تدني مستوي اللغة.. ولماذا العنف والتطاول.. ولماذا فقدنا العديد من صفاتنا وقيمنا وأخلاقنا وتحول الشارع المصري إلي ما نحن عليه من فوضي اخلاقية؟.. هل بدأنا بأطفالنا وعلمنا أنهم هم الكنز الحقيقي الذي ندخره لمستقبل وغدٍ أفضل.. متي سيعود إعلام الطفل؟.. سؤال بلا جواب..