عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

قرأنا كثيرًا عن سعد زغلول وجولاته وصولاته ضد الاستعمار البريطانى، ورأينا كيف كان سعد زغلول مفاوضًا شرسًا ومحتجًا على سياسات الاحتلال التى تكرس للمكوث عشرات السنين مطبقة على أنفاس الشعب المصرى، واستحق الزعامة بجدارة بعد نفيه مع أعضاء الوفد خارج البلاد، ولكن ما لا نعرفه عن الزعيم سعد زغلول رصده كتاباً للأديب الكبير عباس محمود العقاد بعنوان «زعيم الثورة سعد زغلول» وجاء فى أحد فصول الكتاب الذى يحمل عنوان رئاسة مجلس النواب وعقد العقاد مقارنة بين مظلوم باشا وبين سعد زغلول فى إدارة جلسات المجلس حيث استعان برأى المحرر البرلمانى وقتها الأستاذ محمود عزمى الذى حكى له عن الغمزات والقفشات التى كانت تقع أثناء إدارة الجلسات بمعرفة مظلوم باشا الذى كان يستخدم فيها الجرس لإسكات النواب الخارجين عن إطار الجلسة، وأشار إلى أن الجلسات ما لم يحضرها رئيس الوزارة أو تحتدم فيها المناقشة بين النواب كانت مقسومة بين لغط الرئيس بدق الجرس ولغط النواب بالكلام، ولكن كان لإدارة سعد زغلول سلطان آخر بعيدًا عن الجرس أو تطبيق نصوص القانون على الأعضاء المخالفين فكان سعد يستخدم سلطانًا أشد رهبة وهو سلطان العارضة القوية والفكاهة الحاضرة، فكان العضو يقول قولاً سديدًا أو أن يصمت لأنه يخشى إذا أطلق لسانه بغير السداد أن يستهدف على الأثر لجواب مفحم أو نكتة لاذعة من منصة الرئاسة.. وستذكر موقفين طريفين للزعيم فى هذا الإطار، أولهما أن المجلس كان يناقش توقيع عقوبة لخلط الأقطان صنفًا منها بصنف آخر، فنهض أحد الأعضاء وقال: «ولكن ألا نتفق أن يسهو أحد فيحصل الخلط على غير قصد منه» فرد عليه سعد ضاحكًا بضحكته المعروفة قائلاً: «نعم يا حضرة العضو نتفق.. ولكن أتقدر حضرتك أن تقول لنا كم كيسًا من القطن تستطيع أن تملؤه وأنت ساهٍ عن نفسك».

والآخر.. أن أحد الأعضاء طالب بإنارة أحد الطرق، وعزز طلبه بأن القتيل يقتل هناك فى وضح النهار.. فعاجله سعد قائلاً: «ولماذا تطلب إذن أن يضاء؟».

وبهذه الأجوبة الحاسمة والفكاهة السريعة والحاضرة كان يحفظ النظام فى المجلس ويحفظ الألسنة فى الأفواه.

واختتم العقاد حديثه بعد عرض عدة ردود منها الطريف ومنها الذى يحتاج إلى حنكة قائلاً: «استطاع سعد أن يقف فى ميدان الفصل بين السلطات والهيئات، فيفصل بين الأعضاء من أنصاره ومعارضيه وبين المجلس والوزارة وبين الوزارة والإنجليز ويمشى بالوئام بين القصر والنواب والوزراء ويأخذ من كل لكل حسبما تتجه الحوادث وتتبدل الأحوال».